IMLebanon

كلمة الرئيس المُكلّف… برنامج عمل واعد

 

ألقى الرئيس المكلف نواف سلام بتاريخ 14 كانون الثاني 2025، كلمة تمثّل برنامج عمل واعد، وقد استهلها بالقول:

«شعوري عميق بالامتنان والمسؤولية. فهذا ليس مجرد تكليف بل دعوة للعمل لتحقيق تطلّعاتكم، ولا سيما الشابات والشباب منكم: تطلّعات التغيير وبناء دولة عادلة قوية حديثة ومدنية نستحقها جميعاً، إنسجاماً مع ما تضمنه خطاب القسم الذي أحيا الأمل بإعادة بناء دولة القانون والمؤسسات. فبعد المعاناة والأحزان والآلام بسبب العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على لبنان، وبسبب أسوأ أزمة اقتصادية وسياسات مالية أفقرت اللبنانيين آن الأوان لنقول: كفى! حان الوقت لبدء فصل جديد. فصل نريده متجذّراً بالعدالة والأمن والتقدم والفرص ليكون لبنان بلد المواطنين الأحرار المتساوين بالحقوق والواجبات».

وهذه هي أبرز النقاط التي جاءت في الكلمة:

– إعادة الإعمار ليست مجرد وعد بل إلتزام.

– فرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من أراضينا.

– بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قواها الذاتية، كما جاء حرفياً ونصّ عليه إتفاق الطائف.

– وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد حديث ومنتج.

– قيام دولة قادرة وعادلة، ذات إدارة شفافة وفاعلة، دولة تقوم على مبدأ المواطنة الجامعة ومفهوم سيادة القانون.

– العمل في آن واحد على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما ُنفّذ منه خلافاً لنصّه أو روحه، وعلى سد ثغراته.

– تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة.

– سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة.

– إدارة مترهلة حكمتها الزبائنية ونخرها الفساد، فآن الأوان لنفضها، ووضعها في خدمة الناس.

– إنصاف ضحايا إنفجار مرفأ بيروت وتحقيق العدالة لهم ولذويهم.

– إنصاف المودعين في المصارف.

أضاف الرئيس سلام في كلمته:

«إلى الشباب الذين هم طاقة هذا البلد ومهندسو غده، الشباب الذين غادروا لبنان مقهورين أو بقوا هنا محبطين، أقول لهم أن لبنان الذي سنعمل لأجله هو لبنان الذي يحتضنكم لتعيشوا فيه بأمان: تتعلّمون هنا، وتعملون هنا وتساهمون في بنائه على صورة طموحاتكم وأحلامكم».

وأردف: «إنه فصل جديد. كان لكل منا رهان على خارج ما، والتجربة علَّمتنا أن الرهان الصحيح الوحيد هو الرهان على وحدتنا وعلى تعاوننا. فلنراهن على بعضنا البعض ولنراهن على بناء المؤسسات القوية. لقد ضيّعنا الكثير من الفرص لبناء الدولة السيّدة المدنية المستقلة. ولا حاجة للتذكير بها من قبل الطائف وبعده. فكفى فرصاً ضائعة! كفى ما مررنا به من تجارب شعر البعض فيها بالغبن أو الحرمان أو الخوف أو العزل قبل الطائف كما بعده. أصغيت بالأمس إلى بعض الهواجس التي أثيرت، ومنها ما أثير من هذا المنبر بالذات. وجوابي هو أنني بفطرتي وتكويني وممارستي السياسية لست من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة. ولست من أهل الاستبعاد بل من أهل التفاهم والشراكة الوطنية. وهذه دعوتي الصادقة، ويداي الإثنان ممدودتان إلى الجميع للإنطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار».

 

وختم قائلاً: «في ممارستي لمهمتي الجديدة سأحرص على ألا يشعر مواطن واحد بغبن أو تهميش أو إبعاد. تطلّعاتنا كبيرة ولن نساوم عليها، لكن ندرك أيضاً أن خطوات تدريجية وثابتة هي أحياناً الطريق الأنجح لتحقيقها. سأبدأ بالعمل فوراً بالتعاون الكامل مع فخامة الرئيس، وأملي كبير بأن نطلق معاً ورشة بناء لبنان الجديد».

نأمل خيراً ونطلب وطناً… وقد آن الأوان أن ننتهزها فرصة، وأن نكون جميعنا طرفاً للضغط والإصرار والمساعدة على تطبيق وتنفيذ هذه النقاط، بل وأكثر منها، كل من ناحيته ووفق أقصى إمكاناته وقدراته، ولله  وليّ التوفيق.