لا شك في أنّه بعد عملية جسر الشغور بدأ تغيير في المعادلات كلها ذات الصلة بالتطورات السورية، بل وبتطورات المنطقة كذلك.
ويجب أن نأخذ في الإعتبار عملية «عاصفة الحزم» التي مهّدت لتغيير المعادلات، بدليل أنّ جسر الشغور هي نتيجة للعاصفة.
من هنا لمسنا التخبّط في خطاب سماحة السيّد حسن نصرالله، فللمرّة الأولى لم يلوّح بإصبعه، وكان خطابه هادئاً ولهجته غير مرتفعة… على عكس ما عُرِف عنه في هكذا مناسبات خصوصاً عندما تكون قواته منخرطة في المعارك، وهي اليوم غارقة في معركة القلمون.
وقد لاحظنا أنّه يتحدّث في الحرب النفسية… وما عدا ذلك فأكاذيب بأكاذيب.
وبتحليل السيّد حسن لعملية «العاصفة» في اليمن قال إنّ الطيران غير ذي فعالية، وأنّ هدف المملكة العربية السعودية هو السيطرة على اليمن مع الاميركيين.
العجيب والغريب كيف أنّ هذا الموقف مزدوج: مع وضد في آن معاً؟ مع الاميركي عندما يضرب «داعش» في العراق وسوريا، وضده عندما يضرب الحوثيين… ثم انّ «داعش» إرهاب والحوثيون مقاومة؟!
هذه المعادلة مضحكة، والأهم في هذا السياق ما قاله الرئيس سعد الحريري من أنّ كلام السيّد ليس دينياً ولا وطنياً ولا أخلاقياً…
ونعود الى القلمون… حدّ علمنا أنّهم «أخذوا» القلمون، وأخذوا القُصير وجوارها… فكيف عادت المعارضة الى هذه المناطق وأقامت المواقع فيها؟!
لسنا نفهم كيف أنّه بعد أكثر من 2000 قتيل لـ»حزب الله» الذي زعم أنّه ذهب الى سوريا لحماية المقامات الدينية كيف أصبح في حلب وحماة ودرعا والجولان…؟
وما لم يقله نصرالله إنّه يعاني بسبب القتلى… فماذا سيقول لعائلات الشهداء القدامى منهم والجدد… لماذا يسقطون في القُصير وحلب؟ ولماذا يسقطون في العراق واليمن؟ ولماذا يسقطون اليوم في القلمون؟
وهل الخطاب التحريضي يعوّض ذوي الشهداء بفقدانهم فلذات أكبادهم ويعيدهم أحياء يرزقون؟ وهل يظن سماحة السيّد أنّه بقليل من الفلوس يمكنه أن يقنع ذوي الشهداء بنسيان أبنائهم؟