Site icon IMLebanon

روح الاتحاد

يشكّل الشعار الذي يعلو كل معالم دولة الإمارات ومرافقها لمناسبة العيد الوطني، ترجمة لأنجح وحدة في تاريخ العرب، ولأن قبضة اليد من خمس أصابع، فإن يد الاتحاد من سبع إمارات في قبضة دولة، وهكذا ترتفع عادة لمناسبة العيد صورة رمزية للعلم متوسطاً صفاً من سبعة متراصّين .

اختارت الإمارات ان تدخل عيدها الوطني من “يوم الشهيد”، الذي وصفه الشيخ محمد بن راشد بأنه “يوم ملحمة ويوم وطني”، وقال الشيخ محمد بن زايد “إنه في ظاهره رمز لكنه في جوهره دلالات وفاء وتقدير وفخر”. وللمناسبة بثت “شبكة بلومبرغ” الواسعة الانتشار تقريراً عن واقع دولة الإمارات، الأكثر وعياً حيال التحديات التي يفرضها التطور الحداثي والعلمي والمعرفي، والأكثر استعداداً لمواجهة الأخطار المتنامية في المنطقة، نتيجة العربدة الإيرانية في الإقليم وفظائع الإرهابيين و”داعش” وتفاقم الصراعات العسكرية في المنطقة.

تنقل “بلومبرغ” عن مسؤول غربي قوله إن دولة الإمارات التي صعدت سلم التطور والنمو لتصبح منذ زمن سويسرا الخليج، نجحت في الوقت عينه في ان تتحول إسبارطة الخليج، وهذا في رأي مجموعة من الخبراء تحوّل استثنائي مثير من اقتصاد حجمه ٥٠ مليار دولار عام ١٩٩٠ الى ثاني أكبر اقتصادات المنطقة بعد السعودية بلغ حجمه ٤٠٠ مليار دولار العام الماضي.

التقرير لا يتوقف عند الدينامية الاقتصادية والعلمية فحسب، بل يركّز على دور الشيخ محمد بن زايد في ضخّ صلابة إسبارطة وعزيمتها في “روح الاتحاد”، وهو الشعار الذي يكرره دائماً لأن هذا الروح زرعه الآباء الشيخ زايد والشيخ راشد!

أجرت “بلومبرغ” ٣٥ مقابلة مع ديبلوماسيين ومسؤولين وخبراء، للإضاءة على من وصفته بأنه “القائد الذي تُراقب حركاته عن كثب من سوق النفط في نيويورك الى عواصم الشرق الاوسط”، والذي يقول القائد السابق في سلاح الجو الاميركي الجنرال تشاك هونر، إنه نجح في تزويد الإمارات أحدث مقاتلات “ف -١٦” أميركية في العالم، وان صورة الطيّارة الإماراتية مريم المنصوري وهي تقصف مواقع “داعش” التي أثارت إعجاب العالم، تعطي فكرة عما يريده محمد بن زايد، الذي يبدو انه رفض اجراء مقابلة معه “لأنه يحب العمل بعيداً عن الأضواء”.

صحيح انه خريج أكاديمية ساندهيرست وكان قائداً لسلاح الجو الإماراتي ثم نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وانه كما تقول “بلومبرغ” جعل لدولة الإمارات ابراج قوة عسكرية توازي ابراجها الحديثة، لكنه خريج مدرسة والده الشيخ زايد، ولهذا لم يكن من الغريب ان تتناقل وسائل الاتصال الاجتماعي في ١١ تشرين الأول، صورته وهو ينحني محاولاً تقبيل يد أم أحد عسكرييه الجرحى العائد من اليمن، وهي ترفض قائلة “والله ما تحب… فديتك ما تحب”!