IMLebanon

القيادات الروحية

 

 

حفلت الأيام الأخيرة بسلسلة تصريحات ورسائل وخُطَب للقيادات الروحية، التي استغلت المناسبات الدينية، لخوض المعركة الانتخابية على طريقة كلٍّ منها، وبأسلوبه الخاص، من أجل تزكية هذا المرشّح أو ذاك، وهذا الفريق، وتلك الجماعة.

 

جميعهم «أبدعوا» في الدفاع عن جماعاتهم، وتقديم طروحاتهم، ثم تبنّيها، ومن ثم الترويج لها (…) من دون ذكر الأسماء، ولا حتى الإشارات المباشرة إلى الأطراف، ولكن لا يحتاج اللبناني إلى أن يكون لبيباً كي يفهم…

 

استقبلوا مرشحين ومنخرطين في المعركة، وأصحاب مواقف فئوية، حتى ضمن المذهب الواحد…

 

وبعضهم لم يكتفِ بالاستقبال إنما تورط أكثر من خلال زيارات قام بها إلى فريق أو زعيم أو جهة أو طرف… داعماً – هذه المرّة – بالمباشر، وحاملًا على الطرف المنافس ولو بضربٍ من المواربة.

 

عافاهم الله! لم يقصّروا! والعكس صحيح، فلقد فاقت حماستُهم اندفاعَ الأنصار والمحازبين والمؤيدين والمتحمسين.

 

ونبادر إلى القول إن ما لمسناه من تلك القيادات يكاد أن يكون غير مسبوق في تاريخ الانتخابات النيابية العامة، وحتى الفرعية، في لبنان.

 

صحيح أن القيادات غير الزمنية ليست من الملائكة، ولا هي تُصنَّف عموماً في خانة القديسين والأولياء والأنبياء، إنما خوضها المعركة الانتخابية، هذه الدورةَ، يُشكّل علامة فارقة، غيرَ مسبوقة، في تاريخ لبنان، كما أسلفنا في مطلع هذا الكلام.

 

إن القادة الروحيين، حفظهم الله ورعاهم وجنّبهم كل مكروه، هم بشر ولهم نظرتهم إلى الأمور السياسية عموماً والوطنية تحديداً، ولا أحد له الحق في منعهم من القيام بزيارات ولو كانت ذات طابع انتخابي… إلا أن مواقعهم السامية تفترض، على ما نعلم وندرك، معاملة الجميع (بمن فيهم، ضمناً، المرشحون) على قدم المساواة.

 

أو لعل ما عرفناه وتعلمناه كان على خطأ؟!.