Site icon IMLebanon

الراعي: لا يضحكوا علينا.. الحلّ في المجلس

على صدر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي دشنت «الرابطة المارونية» باكورة الأوسمة التي تعتزم أن تقدّمها الى من تريد أن تقول لهم «شكراً لأعمالكم». امس، حضر وفد من الرابطة برئاسة سمير ابي اللمع لقول «شكراً» الى بطريرك الموارنة على كل ما يفعل ويقول. «فنحن صوت البطريركية وقلمها وذراعها» على ما تردّد الرابطة.

وفي اليوم الثلاثين بعد السنة من الشغور الرئاسي، جدد البطريرك كلامه الرئاسي الذي يقوله منذ أكثر من سنة وشهر، ولكن هذه المرة بكثير من المرارة وانزعاج لمسهما معظم الحاضرين في الاجتماع، وكان في مقدّمهم المطران سمير مظلوم بالإضافة الى أعضاء المجلس التنفيذي في الرابطة: فارس أبي نصر، ميشال قماطي، سهيل مطر، بشارة قرقفي، اميل ابي نادر، انطوان قسطنطين، وليد الخوري، مارون سرحال، لوران عون، جهاد طربيه، ميشال جبور وفادي جرجس.

أمام وفد من «الرابطة» قال البطريرك: «من المخزي جدّاً، بحقّ كلّ اللّبنانيّين، أن نكمل اليوم السّنة والشّهر على فراغ رئاسة الجمهوريّة. لقد حاولنا جاهدين وقلنا كما قال غيرنا الكثير، ولكن النتيجة أن فريقي 8 و14 يقفان في وجه بعضهما البعض. لقد طالبنا فريقي 8 و14 آذار تقديم مرشحيهما رسميًا على أن يعلنا برنامجيهما ولينزل النواب الى المجلس النيابي وينتخبوا الرئيس. ولكن لا يمكننا ان نقبل بأن يكون هناك شخص واحد وألا يحق لأحد غيره بالترشح، لأن الديموقراطية ونظامنا الديموقراطي في لبنان يفرضان وجود شخصين على الأقل. ولا يمكننا الاستمرار في الوقوف قبالة بعضنا من دون أية نتيجة، فالبلد يموت ويتفتت والمؤسّسات تنهار».

سادت الاجتماع أجواء جيدة جداً. فإنها المرة الثالثة، في عهد البطريرك الراعي وولاية ابي اللمع، التي تعقد فيها الرابطة خلوتها في بكركي. في الاصل لم يتوقف التواصل بين الجانبين. بل ان الرابطة قامت قبل وقوع «المحظور الرئاسي» بمبادرة وبرعاية بطريركية، للوقوف عند آراء كل القوى السياسية من أجل تفادي الشغور. «برمة العروس» التي قامت بها الرابطة على كل المرجعيات ما زالت في الأذهان. لكن شيئاً لم يتحقق. أدركت الرابطة أن المسألة أكبر منها وربما من المعنيين بها لكنها، على ما يؤكد ابي اللمع لـ «السفير»، «لن تستسلم وانما ستواصل مساعيها. وقد جمعت مؤخراً القوى السياسية المختلفة في مؤتمر انتهى الى إعلان وثيقة تفاهم تدعم الدولة والدستور». كما أن رئيس الرابطة التقى مؤخراً أيضاً رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية. ويشدّد ابي اللمع على ان «الرابطة لن تستكين فإذا استسلمنا هذا يعني أننا نشهد على الباطل وهذا ليس من عادات الرابطة المارونية».

خلال الاجتماع، حصر البطريرك النقاش بالملف الرئاسي بعدما كان جدول الأعمال يتضمن الرئاسة والأزمات الاخرى في البلد. لكن التأثر السلبي بالشغور بدا عليه جلياً. وتوقف عند تصريح النائب مروان حمادة العاتب على بكركي لكونها تساوي بين مَن ينزل الى المجلس ومَن يقاطع. فقال البطريرك: «على العكس انا لا اضع الجميع في الخانة نفسها ولا أتحيز لأحد، ولكنني اريد مبادرات للحل من الجميع. فبعدما استنفدنا كل السبل بين التوافق والتسويات لا بد في النهاية من الرجوع الى مجلس النواب واللعبة الديموقراطية. الاولوية اليوم لرئاسة الجمهورية لكونها مفتاح الحل لكل الازمات». وتابع، بحسب اوساط المجتمعين: «لا يضحكوا علينا ويخبرونا أخبار. الحل في الذهاب الى مجلس النواب وانتخاب الرئيس».

بكثير من التقدير نظر البطريرك الى مبادرة التكريم من «الرابطة المارونية» وشكر رئيسها والوفد المرافق. فردّ ابي اللمع: «نحن نؤمن إيماناً ثابتاً بأنّ هذا الصّرح سيبقى منطلقاً خصباً للفكر، ومعقلاً حصيناً للحرية ومرجعاً وطنيّاً يتشبّه به كلّ نضال». وتابع: «بعد 14 شهراً على شغور سدّة الرّئاسة أدّى ذلك إلى خلل في الاقتصاد لا بل الى ركود وخلل، وانكشاف في الأمن في الدّاخل والحدود. نحن نؤيّد كلامكم ومواقفكم التي تنمّ عن فكرٍ نيّرٍ في هذا الوطن، وإنّما للأسف هناك أفكار أخرى متباعدة». ثم قلّد أبي اللمع البطريرك وسام الرابطة.

كما التقى الراعي، بعد ظهر أمس، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان. ثم عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان الذي عرض «المواقف الإيجابية بغالبيتها لعدد من الأحزاب المسيحية حيال المبادرة التي اطلقها التكتل، والمتمثلة باجراء استطلاع لرأي المسيحيين حول من يريدون ان يكون رئيسا للجمهورية».

وأوضح كنعان ان «المرحلة المقبلة تقضي بوضع آلية لتطبيق هذه المبادرة»، لافتا الى حرص الراعي «على ضرورة ايجاد مخرج دستوري وديموقراطي لحل الأزمة الرئاسية».