IMLebanon

ربيع… ألغى هويَتنا العربية

خَطفت، خُطفت، أم اُختطفت ثورات الربيع العربي الوطن العربي، هل كانت هي الأمل المنتظر للمواطن العربي مع شرارة إنطلاقتها في تونس مروراً بما تتابع من خطوات؟

يرى المراقب الحقيقي أنّها بدأت ثورةً ونجحت في إنطلاقتها الأولى و(خَطفت) الأنظار إليها، سرعان ما (خُطفت) لضعف في منظومة الموسسات المدنية، فكان الأكثر تنظيماً الأقدر على السطو عليها وتحويل مسارها لأهداف لا يتمنّاها أبسط مواطن عربي، وسيّان كنا مع أو ضدّ، فإنّ الواقع يبقى غير مبشر بأحلام كانت أكبر من ما آلت اليه وما آلنا إليه.

في دول ضمن الخريطة العربية، اُختطفت الثورة بثورة ذات بريق مصطنع لشيء في نفس يعقوب، ولا يزال الجسد العربي أشبه بالمريض المنهك الباحث عن رصاصة الرحمة التي نراها قبساً من ضوء آخر نفق مظلم أجزم أنه أقرب للسراب.

الثورات غير البريئة لم تكُن يوماً لمصلحة العرب بل بالصوت الجهوري هي تدمير للهوية العربية ومكوّناتها، والباحث عن وجه الحقيقة الخفي للثورات يشهد أنها إستهدفت المتاحف والأضرحة ودور العبادة وكلَّ المزارات الدينية بل وتجاوزتها للمكتبات ودور الوثائق وتاريخ الدولة، ولم تكن موجهة تجاه ديانة واحدة حتى تبعد الجناية عنها بل المستهدف المسجد والكنيسة، إضافة الى تشوية الأديان بممارسات لم تأتِ بها لوائح موسى ولا إنجيل عيسى وحتى قرآن محمد، لم يبشر بما رأيناه واقعاً لا رؤيا.

في المشهد الآخر منذ إحتلال العراق مطلع الألفية الثانية والبشائر في عراق جديد، لم نكن ندري أننا نسير في وحل وأوحال من الدمار ومزيد من الدماء والقتل على الهوية المذهبية، أيضاً لم يستثنِ المكوّنات التاريخية للعراق فما لم تستهدفة الطائرات والقصف قضى بالتفجيرات وحالات النهب المنَظَم.

المواطن العربي الطامح لغدٍ أكثرَ إشراقاً صار غده حُلماً وأماني يحملها ليورثها أجياله إذا بقيت أجيال، القارئ لمسارات النجوم والمتابع لحالات الطقس المناخية يرى أننا نسير في آتون مدار لا يسمح لنا برؤية أبعد مما مضى وجميع قراراتنا وأفعالنا هي ردود فعل لفعل حدث، وأتمنّى على المواطن العربي أن يطّلع على خطط التنمية في وطنه ليعلم أننا نسير صعوداً للهاوية، وكلّ ربيع عربي ونحن جميعاً بخير.