IMLebanon

ربيع الرئيس التوافقي؟

الانتصار المدوِّي على فضيحة الزبالة، بعد صراعات استهلكت ثمانية أشهر، يشكِّل بكونه بذاته بمضمونه بنتائجه الوطنيّة خطوة سياسيّة لم يسبق للبنان أن عرف مثيلاً لها.

وهل قليل أن يستيقظ اللبنانيّون يوماً ليجدوا أن جبال الزبالة قد هاجرت منقممهاإلىمطامرفي الجهات الأربع؟
من شأن خطوة بهذه الأهميّة نقل حال لبنان من خانة اليأس المطبق إلى صروح التفاؤل، والنظر بالعين المجرَّدة إلى حكاية ابريق الزيت التي صار اللبنانيّون يلقونها على حكاية الفراغ الرئاسي.
استناداً إلى ما تقدَّم وتأخّر، وما تمَّ ولم يتم، يجد المخضرمون أن موجة التفاؤل رئاسيّاً ما زالت تسلك دربها، بثبات وثقة، كأنّها ماضية إلى خواتيمها المكتوبة بحبر النجاح، والمرصَّعة بأختام قادة الدويلات ورضاهم.
فهل هي حقّاً كذلك على رغم ما يعترض دربها من داخل ومن خارج، وما يجعلها مرشّحة لدخول عامها الثالث بخطى يعكس صداها وقع خطى جيش الرايش الثالث؟
ربما يطرح البعض مثل هذه الأسئلة كون المعطّلين، وواضعي العصي في الدواليب، وأركان قرار التعطيل والتأزيم، مستمرّون في دعم عوامل الفراغ وتغذيةوسائل العرقلة لغايات ومآرب شتّى.
قد يكون، وقد لا يكون.
وقد يستمر الفراغ ردحاً زمنياً طويلاً ما لم تتّضح صورة التطوّرات والقرارات والمواقف بالنسبة إلى سوريا
إلا أن موجة التفاؤل باقتراب الموعد مع الرئيس الجديد قد جرفت من دربها كل التحفُّظات، والاحتمالات، والانعكاسات السوريّة على الجوار اللبناني، فضلاً عن احتمال يطوي تداخلاًسريّاًبين الوضعين، وبقيادة أركان 8 آذار ودويلته، والدعم القوي الذي تضخّه إيران.
في هذا الخصوص تحديداً، وفي سياق الحديث عن كلام حول اقتراب موعد لبنان مع الرئيس الجديد، سمعت مرجعاً كبيراً يطرح السؤال نفسه ليجيب بارتياح واطمئنان انه ليس من الضروري ربط الفراغ الرئاسي في لبنان بتطوّرات ومتغيِّراتقد تشهدها سوريا في المقبل من الأيام.
إذاً، والحال هذه، ليس هناك ما يمنع مرجعيَّات الداخل وأصحاب النفوذ والقيادات من السعي صوب الاتفاق على رئيس تتوافر في شخصه كل عناصر التسوية والتفاهم. رئيس يحظى بالدعم والتأييد من مختلف الفئات والأحزاب والكتل، أو بمعظمها، فيكون لنا ربيع الرئيس التوافقي.
ولبنان اليوم، عند هذه المنعطفات العربية المزدحمة، هو أحوج ما يكون إلى رئيس من هذا الطراز. والعجلة في هذا الموضوع ليست من الشيطان، أبداً بتاتاً مطلقاً
إنّما ليس من الأكيد والضروري أن يعني ذلك أنَّ كل شيء بات جاهزاً ومتاحاً أمام اللبنانيّين لينصرفوا إلى حياتهم الطبيعيّة في ظل رئيس على رأس دولة مثل الساعة. لكن التفاؤل متوافر.