Site icon IMLebanon

اتساع جبهة المعارضة لدخول «حزب الله» الحرب

 

أوساط خليجية لا ترى الظروف مؤاتية لتحريك الملف الرئاسي

 

 

مع تصاعد الحرب البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تزداد الخشية من إقدام «حزب الله» على فتح جبهة جنوب لبنان التي يشتعل لهيبها أكثر فأكثر، سيما في ظل ارتفاع وتيرة المخاوف من الانفجار الذي يقلق الجميع، مع اشتداد حمى المواجهات الميدانية بين الطرفين على طول المناطق الحدودية التي باتت بمثابة خطوط تماس، سيما وأن ما يثير المخاوف من خروج الأمور عن السيطرة، تمدد القصف الإسرائيلي إلى عمق المناطق الجنوبية، في وقت يعمد الجيش الإسرائيلي إلى حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المتاخمة للحدود بالقذائف الحارقة، لمنع عناصر «حزب الله» من الاقتراب من السياج الحدودي، في ظل حالة من التوتر الشديد الذي يخيم على القرى والبلدات التي هجرها أهلها، بفعل اشتداد القصف الإسرائيلي، في حين يسود القلق من تطور الوضع العسكري، في ظل استعدادات ميدانية للطرفين تنذر بالأسوأ.

وقبل ثلاثة أيام من كلمة الأمين العام لـ«حزب الله»  السيد حسن نصرالله، الجمعة المقبل، فإن هناك ضغوطات يواجهها «حزب الله» حتى من داخل بيئته، من أجل عدم المغامرة بفتح جبهة الجنوب، لما سيترتب عنها من تداعيات بالغة الخطورة على لبنان بأكمله. لأن الخشية كبيرة من أن تستغل إسرائيل الدعم الخارجي غير المسبوق، لشن حرب لا هوادة فيها على لبنان، من أقصاه إلى أقصاه ، استناداً إلى تحذيرات دولية لبيروت قي الساعات الماضية. ولا يقتصر الرفض اللبناني لأي مغامرة من جانب «حزب الله» على مكونات من الطائفة الشيعية، وإنما هناك اتساع كبير في جبهة المعارضة اللبنانية لأي سعي من جانب «الحزب» لإدخال لبنان في حرب غزة.

وترجح المعلومات، أن المواقف التي سيطلقها نصرالله، ستتجنب التصعيد والتهديد بفتح الجبهة الجنوبية، انطلاقاً من حجم الرفض اللبناني للحرب، لأن لا قدرة للبلد على تحمل الثمن الباهظ الذي قد يدفعه، في ظل تأكيدات قوى المعارضة، أن الإيراني قد لا يتردد في استخدام لبنان ساحة لتصفية حساباته مع الأميركيين والغرب»، مشددة على أن «بيروت تسلمت رسائل دبلوماسية دولية حازمة، تحذر من إقدام «حزب الله» بفتح جبهة جنوب لبنان، لأن ذلك سيكون بمثابة لعب بالنار، ويمكن أن يؤدي بالوضع في لبنان إلى ما لا تحمد عقباه».

وتحذر المصادر المعارضة، من خطورة ما يجري من تفلُّت أمني، وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني، وهو ما ظهر بوضوح في قيام الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران، بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، ما دفع الأخيرة إلى الرد بعنف، متجاوزة قواعد الاشتباك مع «حزب الله» إلى مناطق بعيدة. وهو ما حذرت منه هذه التقارير التي أشارت إلى أن الوضع جنوبي الليطاني، أصبح قريباً من الظروف التي سبقت الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، مع ما لذلك من مخاطر بالغة على الجنوب ولبنان برمته.

وفي غمرة الانشغالات الرسمية في تأمين مظلة أمان للبنان، تحذر أوساط دبلوماسية خليجية من أي تورط للبنان في النزاع، لأنه قد يأخذ البلد إلى مكان لا يريده أهله، مشيرة إلى أن لا مجال الآن للبحث في الملف الرئاسي الذي تراجع في سُلَّم الأولويات، لأن العالم كله مشغول بالحرب على غزة. وأكدت أنها تعلق أهمية كبيرة على القمة العربية الاستثنائية التي يرجح عقدها في الرياض، بالنسبة للقضية الفلسطينية، وضرورة أن يصار إلى إيجاد حل عادل على أساس الدولتين، مشددة على أن الملف الرئاسي اللبناني سيستعيد حرارته بعد انتهاء الحرب على غزة، لأن لبنان لا يمكن أن يبقى دون رئيس ، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها على مختلف الأصعدة.

وأكدت الأوساط، أن موقف الدول الخليجية واضح، وضوح الشمس من الملف الرئاسي، لناحية وصول رئيس صاحب رؤية ومنهج كفيلين بإخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي، وقادر على نسج علاقات أخوية مع الدول العربية والأصدقاء، بالتعاون مع رئيس الحكومة الجديد. وإذ شددت على أن أحداً غير قادر على فرض خياراته الرئاسية، إلا أنها أكدت أن لبنان بحاجة إلى رئيس وسطي، يكون حصيلة توافق المكونات الرئاسية، ويأتي كقاسم مشترك للمواصفات التي سبق وقدمتها، ومؤكدة ضرورة أن يعي المسؤولون اللبنانيون خطورة الوضع، ويعملوا على تسريع إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت.