توافَق رفع أيقونة القديس اللبناني شربل المخلوف في الفاتيكان بقرار من قداسة البابا فرنسيس الأول، وبمسعى ودور بارز لسفير لبنان في الفاتيكان الدكتور فريد الياس الخازن، توافقَ مع «أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة»، والمقصود الكنيسة المسكونية على الصعيد العالمي.
في هذا الوقت يبدو مسيحيّو لبنان، لاسيما قياداتهم السياسية، في وادٍ آخر، لا علاقة لهم، على الإطلاق، في جوهر الدين الذي ينتمون إليه، ربّما في الهويّة وحسب، ولا بهذا الراهب القديس العظيم الذي يطيب لنا أن نصفه بأنه «رسول العناية الإلهية لشفاء النفوس والأجساد»، وهو الذي يعبّر بالعجائب الطبية المذهلة التي يجترحها، عن مفهوم رسالة المعلم الناصري. بدليل أنه يشفي المرضى الذين كثيراً ما يكون علم الطب قد قطع الأمل في شفائهم. والأكثر أهميةً ورسالةً في عجائب هذا القديس أنها لا تُقتَصر على المرضى اللبنانيين، ولا على المسيحيين، إنما هي على شمولية مسكونية تتخطى حدود البلدان والقارات والألوان واللغات وطبعاً المذاهب. فبين «مرضاه» الذين شفاهم، أو حتى الذين أجرى عليهم عمليات جراحية بيده، مسيحيون ومسلمون ودروز وهندوس وملحدون الخ… ويأتي هؤلاء من مختلف أصقاع المعمورة وزواياها الأربع الى «دير مار مارون عنّايا» في بلاد جبيل ليقدموا شهاداتهم عن الأعاجيب الشفائية التي حققها القديس شربل في كل منهم مرفقة بالوثائق العلمية الثبوتية التي تبين أن شفاءهم لا يمكن أن يحدث إلا بمعجزة خارقة قوانين الطبيعة.
وأكثر ما يدعو الى الاعتزاز أن مار شربل لا ينسى أن يبلغ الى الذين يظهر عليهم ليشفيَهم، والذين لا يعرفون عنه شيئاً وبعضهم لم يسمعوا باسمه، أنه لبناني، فيقول لهم وفق تقاطع شهاداتهم: «أنا اسمي شربل مخلوف راهب من لبنان». ونحن نؤمن بأن هذه الشفاءات تتم بمشيئة الله وإرادته.
أمس قُرعت أجراس الكنائس في جميع البلدات اللبنانية احتفالاً برفع لوحة «موزاييك»، تمثل صورة قديس لبنان، في حاضرة الفاتيكان، بينما كانت القيادات المسيحية في لبنان تتبادل اجتراح «معجزة» زرع المزيد من الأحقاد والضغائن في الأجيال الطالعة.