IMLebanon

الإستقرار أولاً… وأخيراً

لم يقطع الشكَّ باليقين فقط، بل وضع حداً للأقاويل التي بدأت تتوسع كبقعة الزيت، عن علاقة الحكومة بالمؤسسة العسكرية، فكان اللقاء الذي فاجأ كثيرين وأغاظ كثيرين.

أثبت رئيس الحكومة سعد الحريري أنَّه يتابع أدقَّ التفاصيل.

وقعت حادثة عرسال وأنقذت لبنان من موجات تفجير لا تُحمَد عقباها، توفي أربعة موقوفين، وصدرت تقارير الأطباء الشرعيين عن أسباب وفاتهم، ومع ذلك استمرت الحملة على الجيش وتمادى البعض إلى درجة بدأ معها يُشكِّك في العلاقة بين رئيس الحكومة تحديداً والمؤسسة العسكرية.

وعلى طريقته في استيعاب الموضوع بقلب كبير وصدر رحب، دعا قائد الجيش إلى اجتماع في السراي لاستيضاح كل ما جرى وما تناقلته وسائل الإعلام، فكان اجتماعٌ ثلاثيٌّ بحضور وزير الدفاع ونوقشت فيه كل التفاصيل، وشرح قائد الجيش حقيقة ما حصل مُعزِّزاً كلامه بالوثائق والمعطيات.

***

عند هذا الحد كان كلام الشجعان، الذي أدلى به الرئيس الحريري، إثر انتهاء الإجتماع الثلاثي الذي وضع النقاط على الحروف. نزع الرئيس الحريري قفازات الدبلوماسية من يديه ليقول:

إنَّ محاولة خلق أي توتر بين الجيش اللبناني أو القيادات العسكرية في لبنان، التي تعمل ليل نهار، لتجنيب لبنان أي مشكل إرهابي في البلد، هو أمرٌ مرفوض، كما أنَّ التشكيك في التحقيق الذي تقوم به قيادة الجيش أمرٌ مرفوضٌ أيضاً.

وفي محاولةٍ منه لوضع المصطادين في المياه العكرة عند حدودهم، قال:

صدر بعض الكلام حول أنني استدعيت قائد الجيش. في الواقع أنا على اتصال دائم بقائد الجيش، أكثر من أربع مرات في الأسبوع نتشاور هاتفياً أو نلتقي. اليوم اجتمعنا وقد تمت تغطية الإجتماع إعلامياً، إلا إننا نلتقي في الكثير من المرات من دون إعلام. وأحببت اليوم أن تكون هناك تغطيةٌ إعلامية لهذا الإجتماع لأنَّ هناك لغطاً وكلاماً ومحاولة زرع فتن في البلد.

***

كثيرةٌ هي التحديات التي تواجه الحكومة ورئيسها تحديداً، لذا فإنَّه يحاول تذليلها منعاً لتفاقم الأمور، فقضية النازحين باتت تُشكِّل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى الحكومة، خصوصاً أنَّ هؤلاء يتوزعون في مخيمات منتشرة بين اللبنانيين وكذلك بين القرى والبلدات. والخطورة في الأمر أنَّ المتطرفين السوريين يتغلغلون بين المخيمات، ما يجعل عملية تعقبهم محفوفة بالمخاطر لأنها قد تطال المدنيين، وهذا ما يجعل مهمة الجيش عملية صعبة للغاية وتتطلَّب أعلى درجات الجهوزية والحرفية.

***

يُفترض أن يضع الجميع خلافاتهم جانباً وأن يتطلعوا في اتجاه الإستحقاق الأكبر الداهم، وهو المليونا نازح والعقدة الكبيرة في كيفية التعاطي معهم، خصوصاً أنَّ مسألة إعادتهم إلى بلدهم هي موضع خلاف داخلي داخلي، وخلاف داخلي إقليمي وخلاف داخلي دولي.

هذا الخلاف المثلث الأبعاد لا بد من استيعابه قبل زيارة واشنطن، التي ستكون في رأس أولوياتها قضية النازحين وتداعياتها.