الاستقرار أهم من مليون قانون
العناية الإلهية والهدية الدستورية أنقذتا لبنان من حرب أهلية جديدة.
بالفعل مرّت على لبنان أيام صعبة، وللأسف الشديد استعيدت فيها شعارات وكلام من “أدبيات” أيام الحرب الأهلية… فالأجواء مؤججة بالكلام الطائفي، واسترجاع حوار الحرب الأهلية طغى على التحادث بين أبناء الوطن.
لغاية اليوم لا أعلم كيف يدعو “التيار الوطني الحر” الى التظاهر (ولو كانت النيات طيبة) والسؤال الكبير من يستطيع أن يضبط الشارع؟ ومن يمكنه أن يتصوّر الى أين قد تصل الأمور لو كان الإحتكام الى الشارع!
لا نلوم التيار الوطني الحر ولا نريد أن نحمّله أي أعباء، ولكن من موقع التقدير والإحترام نقول إنّ الدعوة الى التظاهر لم تكن موفقة.
من ناحية ثانية، يجب إعطاء وسام رفيع لفكرة المادة الدستورية الرقم 59 لأنها أنقذت لبنان ولو مرحلياً… أي لمدة شهر.
إنطلاقاً من ذلك نريد أن نقول إنّ موضوع الاتفاق على قانون للانتخابات ليس موضوعاً عادياً، ولو كان ذلك فلماذا منذ “الطائف” أي قبل 28 سنة وحتى اليوم لم نستطع أن نصل الى قانون يتفق عليه جميع اللبنانيين، ونرجو أن نوضح أمراً وهو أنّ موضوع قانون الانتخابات من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً بسبب تعدّد الطوائف وبسبب السلاح، وهذه نقولها بصراحة ووضوح.
وأيضاً علينا ألاّ ننسى أنّ الذين يهاجمون قانون 1960 وكأنه أصبح (كوليرا) نقول لهؤلاء إنّ قانون الــ 60 قد وضعه المرحوم الرئيس فؤاد شهاب ونتحدّى أن يقول أحد إنّ الرئيس شهاب كان طائفياً، والظروف الأمنية والطائفية كانت أيضاً أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
يا جماعة أيام الرئيس فؤاد شهاب لم يكن أحد يميّز من هو المسلم ومن هو المسيحي، وليس كما اليوم: هذا سنّي وهذا شيعي، وهذا درزي وهذا ماروني، وهذا روم وهذا بروتستانتي، وهذا علوي وهذا وهذا…
من موقعنا ومن حرصنا على بلدنا نطلب من الجميع التخلي عن الحساسيات وعن المصالح الخاصة والضيّقة وإن لم نستطع أن نصل الى قانون (بالرغم من أننا نريد التوصّل الى قانون) ولكن إذا لم نصل فلماذا لا نتفق على بعض التعديلات على قانون الــ 60؟
أخيراً المهم الاتفاق على القانون والأهم أن يكون هناك اتفاق حول كل الأمور لأنّ الأوضاع خطيرة… ولنا عودة الى المخاطر التي تنتظرنا.
عوني الكعكي