IMLebanon

فردوس «ستالين» الإنتخابي

 

… وتساقطَتِ الترشيحات الإنتخابية على وزارة الداخلية كما تتساقط أوراق التّـين عن شَجَـرِ الخريف… واستعدّوا لاستقبال المتساقطات من نهر اللبن ونهر العسل تتنـزّل عليكم بوحيٍ من الأنبياء الكَذَبة…

وانتظروا ذلك اللبنان الذي طالما وعَدُوكُمْ بـه فردوساً تجري من تحتـه الأنهار…

وتذكّروا قصة ذلك الفردوس مع «ستالين» وهو يخطب في الجماهير عن روسيا التي أصبحت بفضله فردوساً، ولما سأَلَهُ أحدُ الحاضرين: أين هو الفردوس أيها الرفيق وأنا لا أزال أسير حافياً ولا أملك ثـمنَ حذاء، أجابه ستالين: ومَنْ قال لك أيها الرفيق إنَّ الإنسان في الفردوس يحتاج الى الأحذية…؟
وأنتم أيها الرفاق في الفردوس اللبناني، مَنْ قال لكم أنْ تأكلوا تفاحة حواء بإيحاء من الأفعى… لنتحمّل نحن عقاب الخطيئة الأصلية…؟

ومن قال لكم، أن تتراشقوا بالأحذية حتى أصبح الإنسان في فردوسكم يسير بلا حذاء، ويعيش بلا خبز، و يتعلّم بلا عمل، ويعمل بلا راتب، ويموت على أبواب المستشفيات، وينـام على أبواب السفارات، ويتنـزَّه بين المزابل، وعليه أن يعيش بلا ماء لأنّ الفردوس تجري الأنهارُ من تحته وليس من فوقه، وعليه أن يستنير بالمولدات لأنّ الفردوس يتلألأ بأنوار الأنبياء وليس بنور الكهرباء.

ويبقى، على الإنسان في الفردوس اللبناني، أن ينتظر الإنتقال الى ذلك الفردوس الأعلى موعوداً بالرفاه والبنين، وبالشهيات من عسل المآكل وخمر الشراب وما طاب من الحوْرِ والجواري والغواني الحسان.

إن كنتَ لم تسعدْ هنا فالسعدُ مضمونٌ هناكا

صدّقونا أيها الرفاق: إنّ لبنان كان حقّـاً فردوساً أرضياً، فكان فيه الجمال وكان المال وكانت الأعمال وكان العمار والإزدهار، وكان سويسرا الشرق، وأنتم حجَّمتموه على صورة بلدٍ سائب متخلِّف، ورشقتم وجهه الناصع بالبارود الأسود، وجعلتموه غابة للسلاح ومغارة للصوص، وسلبتم المرافئ والمرافق والموارد، ونهبتم المال والغلال بمثل غزو القراصنة.

وأنتم أيها الرفاق هجَّرتم الرجالات والكفايات وطاردتم الطاقات والنُخَب، فجعلتمونا رعايا منهزمين، تـتَّفقون علينا وتختلفون بنا، وليس هناك من سلطة عليكم ومن مرجع لنا، إلاَّ ولـيُّ فقيـهٍ أوْ ولـيُّ عهـد.

صدّقونا أيها الرفاق: عندما أصبحت روسيا على هذه الحال من الإهتراء تحوّل فردوس ستالين الى جهنم، ومع أنه أعدم الألوف من أصدقائه القدامى بتزوير تهمة العداء للثورة، فقد انتهى به الأمر منفيّاً الى «سيبيريا» في المتجمِّد الشمالي.

صدّقونا… وأعرف أنكم لن تصدّقونا لأنّ «مصيبة الكذاب كما يقول برناردشو: ليست في أنّ أحداً لا يصدّقه بل في أنه لا يصدّق أحداً..»

صدّقوا، أو لا تصدّقوا …
نحن، لن ننتخبَكم.