لا شك في أننا بدأنا منذ اليوم الأول لتسلم فخامة الرئيس ميشال عون نشعر أنّ الأمور بدأت تستقر في إطار عودة عجلة الدولة الى الدوران، وهذا ما يؤكد أنّ الجسم عندما يكون الرأس عليه يستطيع أن يعمل، لذلك كنا نشعر بالمرارة عندما كان غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يردد أنه علينا أن نذهب الى انتخاب رئيس من دون تردد.
منذ اليوم الأول لفخامة الرئيس بدأ المواطن اللبناني يشعر بأنّ هناك أملاً، وأملاً كبيراً بأنّ إعادة بناء الوطن قد بدأت.
وهنا نرى كيف بدأت الكتل النيابية بالعمل، فها هي كتلة «المستقبل» بكامل أعضائها، مع ملاحظة غياب الوزير السابق أحمد فتفت، قد اجتمعت وأصدرت بياناً تؤيّد فيه ترشيح الرئيس سعد الحريري الى رئاسة حكومة العهد الأول، وهكذا فعلت أيضاً كتلة «التيار الوطني الحر» عندما أعلن رئيس التيار الوزير جبران باسيل عن تبني الكتلة ترشيح الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة قائلاً «يلي بيعترف فينا منعترف فيه»، مضيفاً أنّ «جميع نواب التكتل سيتوجهون الى الاستشارات تأييداً للحريري».
وكان لافتاً أيضاً عودة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس حيث أدلى بتصريح قال فيه إنّ ثقته كبيرة بفخامة الرئيس العماد ميشال عون بأنه سيتصدّى للفساد، واثقاً من أنّ عهده سيكون مثمراً لما فيه مصلحة لبنان وشعبه.
من ناحية ثانية، طلب الرئيس نبيه بري من رئيس الجمهورية أن تكون كتلته في آخر الاستشارات، وهذا حق له بالرغم من أنّ هناك غمزاً ولمزاً أنّ هذا الطلب له تفسيرات أخرى، طبعاً كثيرون هنا يريدون اللعب بالنار، ولكن الذي يعرف الرئيس بري يعرف أنّ هذا الطلب ليست له خلفية سياسية.
الأسئلة كثيرة حول الحكومة التي سيشكلها الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري وهل سيشارك الرئيس بري؟ هذا السؤال الأول، خاصة أنّ هناك حديثاً عن أنّ «كتلة الوفاء للمقاومة» لن تسمي الرئيس الحريري، علماً أنّ أكثر من 90 نائباً سوف يسمّون الرئيس الحريري لذلك لن يكون هناك مشكلة في تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة المنتظرة.
السؤال الثاني، ما هو الوقت الذي تحتاجه عملية تشكيل الحكومة؟ وهنا يمكن أن نقول كما انه لن تكون مشكلة بتسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة نرى أيضاً أنه لن تكون مشكلة في التشكيل خصوصاً أنّ الرئيس ميشال عون لن يسمح أن تكون عملية التشكيل طويلة لأنه يعتبر أنّ هذا سوف يعثّر الحكم ومن انتظر 28 سنة للوصول الى قصر بعبدا لن يسمح أن يعرقل أحد عهده خصوصاً في تشكيل الحكومة.