هل صحيح ان لبنان بلد مهدور الامكانات والطاقات، لكنه مرغوب به اقليميا ودوليا؟
ربما، يكون هذا السؤال غير دقيق.
وربما يكون الجواب عليه غير دقيق كثيرا.
لكن واقع الحال، أقرب الى الواقع، منه الى الحقيقة، أو هكذا يكون.
كان محمود تيمور الأديب المصري الشهير يردّد دائما، ان الحقيقة لا تعكس الواقعية، لكنه ظلّ رائد الواقعية في الأدب العربي.
سأل مفكّر كبير أمس: هل لبنان ذاهب الى الانهيار؟
وأجاب مفكر ثانٍ بأن هذا هو لبنان، لا ينهار ولا يموت. وينبغي أن يتعوّد عليه اللبنانيون.
كان رئيس الجمهورية عائدا من دولة الكويت.
… ورئيس الحكومة يتحدث من دافوس.
وبين الرجلين وقف رئيس المجلس، في عين التينة، يحدّد مواعيد الانتخابات النيابية المقبلة.
والثلاثة حاجة لبنان، في هذه الحقبة، وفي الحقبات كافة.
علام التباينات اذا؟
هل على مرسوم الأقدمية؟
أم على حاجة لبنان الى باريس ٣ و٤، بعد المؤتمر الدولي في مدينة ثالثة في سويسرا.
ربما أيضا كانت برن العاصمة السويسرية، وجنيف المدينة العريقة للمؤتمرات الدولية، قد تركا دافوس للمؤتمرين من أجل دعم البلدان اقتصاديا وعمرانيا.
وظلّ لبنان سويسرا الشرق في الشرق الأوسط.
في منتصف الثمانينات، كان الرئيس أمين الجميّل، قد ترك جمهورية لبنان في مكانها، فسأل السفيرين فؤاد الترك وسهيل شماس، عن موعد شروق الانفراج على لبنان، فتجاهل الاثنان السؤال وحوّلا الموضوع الى مؤتمري جنيف ولوزان للسلام اللبناني.
كانت المدارس الخاصة في اضراب جزئي على المسائل التربوية، قبل الذهاب الشهر المقبل الى اضراب أكبر وأشمل.
هذا البلد معروف انه بحاجة الى حلّ وسط بين المتنازعين.
المعلمون لهم حقوق، ومطاليب تربوية محقّة.
والمدارس والمعاهد، بَنت صروحا من زيادات على الطلبة.
والدولة في صراع على مرسوم.
أو على التوقيع على مرسوم.
معظمهم يدركون ان لا حلّ في لبنان إلاّ الحلّ الوسط.
لماذا اذا هذه المكابرة؟
ولماذا لا يختصر المختلفون معاناتهم ومعاناة المواطنين؟
ولماذا يتجاهلون اتفاقا أضحى ميثاقا وطنيا منذ قرابة ربع قرن؟
ولماذا يعود اللبنانيون الى دويلات الطوائف، ولا يلتزمون الدولة؟
لا أحد يعرف، وكلهم يدرون بهذه الحقيقة، وهي ان لبنان هو دولة الحلّ الوسط.