اعترف مسؤول حكومي لـ”النهار” بأن الأموال لشراء السلاح كثرت، لكن ما هو نوعي ويمكن أن يساعد على تحرير جرود عرسال لا يصل بالسرعة المطلوبة، لأن ذلك يحتاج لانتظار المصانع الفرنسية حتى تنجز الصفقة المطلوبة بسبب عدم توافرها. وهذا البطء مشكلة، فيما يكثّف مسلحو “جبهة النصرة” أو “داعش” هجماتهم على مواقع الجيش سواء في جرود رأس بعلبك أو غيرها. والدليل على بطء وصول شحنات الأسلحة هو ما أبلغه امس وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس خلال مقابلته الرئيس تمام سلام، أن أول شحنة أسلحة لن تصل قبل الأسبوع الأول من شهر نيسان، في وقت تقاطعت فيه المعلومات الاستخبارية عن أن الربيع سيكون ساخناً على جبهة عرسال. كما أن الأميركيين أبلغوا بدورهم الجهات المعنية أن المصانع الحربية التي اشترت منها القوات المسلحة ليس في وسعها أن تسلم فوراً بعض المطلوب منها، مع تأكيدها أن الأسلحة المؤاتية لمحاربة الارهابيين ستسلم في وقتها. الا أن المطلوب سلاح جوي قوي حرمت كل من فرنسا وأميركا مقاتلات تملّكه، إلا من الطوافات، وأجازت أميركا تزويده طائرة حربية من طراز “سيسنا” تطلق الصواريخ. وستكون الثالثة بعد اثنتين، احداهما يجري تجهيزها لاطلاق الصواريخ. ومما يذكر أن لبنان اشترى 100 صاروخ ذكي لاصابة الأهداف.
وأفاد مصدر دبلوماسي “النهار” أن “برنامج تجهيز الجيش بالأسلحة الاميركية لم يتأثر باعتذار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الداخلية نهاد المشنوق عن عدم حضور مؤتمر “قمة البيت الأبيض لمواجهة عنف المتطرفين” الذي سيعقد في 18 من الشهر الجاري والذي سيفتتحه الرئيس باراك أوباما ويحضره 79 وزير خارجية من بينهم 14 وزيراً عربياً وعدد من وزراء داخلية بعض الدول. وأوضح أن “اعتذار المشنوق مبرر ومفهوم لأنه مشغول بخطط أمنية، وسيلبي الدعوة في آذار المقبل. أما اعتذار باسيل فغير مفهوم لأن التبرير الذي سيق في الكتاب الرسمي عن عدم الحضور يعود بالخسارة على لبنان الذي يفوّت عليه فرصة عالمية لحشد قوى عالمية ستجتمع في البيت الأبيض لغرض محاربة هذه الآفة، وهو يعاني خطر المتطرفين”.
وفنّد مصدر ديبلوماسي الأسباب التي جعلت اعتذار باسيل غير مقنع، فقال: “أولاً لأن المدعو الى هذا المؤتمر ليس إسرائيل، وهو ليس بطلب منها. ثانياً لأن مؤتمر البيت الأبيض هو أكثر شمولاً من المؤتمرات التي يعقدها التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، ويشارك فيها باسيل، وفي لبنان الإفادة منها أكثر”. وأعطى أسباباً لعدم اقتناعه باعتذار باسيل، فقال أن وجود إسرائيل في مؤتمر ميونيخ لم يمنع الرئيس تمام سلام من حضور “المؤتمر الدولي للسياسة والأمن”، وإبلاغ المؤتمرين عن تداعيات الأزمة السورية، وأخطرها النزوح والهجمات الإرهابية التي تشن على مواقع للجيش. وانتقد صمت العالم إزاءهم.
أما في مجال الدعم للبنان لمكافحة الإرهاب، فقد خصص الاتحاد لأوروبا حصة من المليار دولار للبنان قبل وصول باسيل الى بلجيكا لحضور مجلس الشراكة الأوروبية الذي عقد أمس الأحد.