ليست صدفة ان تكون جميع انواع الحلول، موصدة الابواب، على مطلق حل، فباب الرئاسة الاولى مقفل بقرار من التيار الوطني الحر وحزب الله، ولا امكانية لفتحه الا بمفتاح العماد ميشال عون.
باب مجلس النواب مقفل للتشريع – الضروري منه وغير الضروري – والمفتاح بيد التيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، وحزب الكتائب، ولا امكان لفتحه، قبل «تشريع» الابواب في وجه النواب لينتخبوا رئيسا للجمهورية.
باب مجلس الوزراء، مقفل بسبب النفايات اولا، والمناكفات ثانيا، والخلاف على الدستور ثالثا. وسياسة التوافق المستحيل رابعا.
باب هيئة الحوار الوطني، مغلق باقفال عدة، اكثرها تعقيدا قفل مواصفات رئيس الجمهورية، يليه صعوبة قفل توزيع المطامر والغنائم بين المناطق والمذاهب والطوائف. ثم قفل الصراع على قانون الانتخابات.
باب الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، تقفله الشتائم والاتهامات و«القلوب المليانة» ويعيد فتحه الخوف من الانتحار الجماعي، وهكذا دواليك.
في هكذا غابة من الاقفال التي لا تسد الهواء عن المواطن فحسب، بل تسد عليه النور مهما كان باهتا، كيف يمكن لدولة ان تقوم ووطن ان يبقى ويستمر؟!
لبنان اصبح مسخرة الدول، حتى ان دول البحر الابيض المتوسط تفكر بمقاضاته لانه لوث البحر واضر بالبيئة وبالثروة السمكية، وقد تعمد هذه الدول وغيرها لاحقا لمقاضاته بتهمة تلويث الهواء بالحرائق العشوائية السامة، وبلغة الشتائم التي تبثها محطات الاعلام المرئية والمسموعة.
* * *
في الحقيقة، لم يعد موقف رئيس الحكومة تمام سلام، المتمهل، الصابر، الناطر ان يأتي الترياق من العراق، مفهوما ومقبولا من المواطنين الذين يأكلون العصي وتكتفي حكومة سلام بعدها، خصوصا انه يعرف جيدا استحالة ان يجنى من العوسج تينا، خصوصا ان كارثة المطر والزبالة العائمة كشفتا تقصير جميع المعنيين في هذا الملف، داخل الحكومة وخارجها، وكان يفترض بالرئيس سلام، منذ اطلاعه على نشرة الاحوال الجوية، التي اذيعت بمختلف اللغات، ان يدعو مجلس الوزراء الى اجتماع طارئ، تبحث فيه على الاقل، وسائل جمع النفايات باكياس كبيرة محكمة الاقفال، ووضعها في امكان موقتة بعيدا عن الطرقات والشوارع والاوتوسترادات، وحضّ وزارة الاشغال والبلديات على تنظيف مجاري المياه، وليس تركها «تغص» بالماء والنفايات، واذا تخلف الوزراء «ألبط» هذه الكرسي يا دولة الرئيس واكشف المستور، بدلا من التهديد به.
هناك قرار لمجلس الوزراء يتعلق بالنفايات، يتناول كل لبنان، نفذه او استقل يا تمام صائب سلام.