يا معالي الوزراء، وحضرات النواب
بربكم قوموا بزيارة لهؤلاء الناس الذين جعلوا منازلهم قارعة الطريق، فراشهم الزفت، وسادتهم الحجارة وغطاؤهم السماء، أملهم وغايتهم وتضرعاتهم الى رب العالمين أن يسمعوا خبراً عن أولادهم الأبطال.
هل تعرفون انّ مدينة لبنانية تدعى عرسال؟
هل تعرفون انّ اعداداً كبيرة من شبابها في صفوف الجيش؟
هل تعرفون انّ عدداً يفوق العشرين يحتجزهم كفّار، ملحدون؟
هل تعرفون انّ هؤلاء الأبطال منذ أكثر من خمسين يوماً مختطفون؟
ماذا فعلتم حتى هذه الساعة، غير بيعهم كلاماً فارغاً؟
يا سادة يا كرام
الغبار الموجود على حذاء كل واحد من هؤلاء الأبطال بالنسبة إليّ يساوي كل الموجودين في سجن رومية.
يا حضرات.
هل حملتم خبراً لزوجة لم تعرف النوم منذ خمسين يوماً؟
هل فكّرتم بوالدة تنتظر عودة ابنها البطل؟
هل فكّرتم بوالد عجوز يطالب الكفار لرؤية وحيده قبل ان تغيب شمس عمره؟
لا يا أصحاب المعالي، ويا حضرات النواب
الدولة التي تحافظ على هيبتها تسأل عن أولادها
أدعوكم لزيارة تلك العائلات المشردة في وطنها.
تواضعوا قليلا، أخبروهم ماذا تفعلون وبماذا تفكرون
غير التمديد لأنفسكم. مَثّلوا عليهم لا تضحكوا عليهم.
اقتنعوا بأنّ هيبة الدولة يصنعها رجال دولة
لماذا تهربون من المقايضة؟
نزلاء فندق رومية ما بالهم، انهم دويلة قائمة
هل لديكم سلطة عليهم، هل تعرفون ما يجري في فندقهم
هؤلاء القتلة والمجرمون ينزلون في فندق خمس نجوم
وحماة الوطن وأبطاله يعيشون تحت رحمة الكفرة
إستفيقوا من سباتكم رحمة بهؤلاء الشهداء الأحياء رحمة بجنودنا المخطوفين، السيف على رقابهم وأهاليهم قتلهم التعب والانتظار.
اشهروا سيف الحق، واصرخوا بصوت عالٍ.
جنودنا أهمّ من هيبة الدولة، دمعة طفل أهمّ من هيبة الدولة.
حسرة أمّ أهمّ من هيبة الدولة، صراخ والد عجوز أهمّ من هيبة الدولة،
إنتظار زوجة بحرقة قلب أهمّ من هيبة الدولة.
والأهمّ الأكبر
وحدتنا الداخلية أهمّ من هيبة الدولة
إطلاق مجرم وسفّاح وكافر يُنقذ أبطالنا ولا يُفقد الدولة هيبتها
هيبة الدولة مفقودة بوجود هؤلاء في سجن روميه
نقطة دم من جنودنا الابطال المحتجزين تساوي جميع الموجودين في فندق روميه
أبعدوا هذا السرطان عنّا، وابعدوهم خارج الحدود
هيبة الدولة أن يحافظ رجالها على وحدة الوطن وبناء الوطن.
ابطالنا، ابناؤكم، ابناؤنا تحت رحمة الجلادين والكافرين والسيف على رقابهم
ماذا تنتظرون؟ ماذا انتم فاعلون؟
تخلّصوا من هذا الوباء. ساعتئذٍ تعود هيبة الدولة.
ويعود جنودنا الابطال الى وطنهم، وعائلاتهم وأولادهم
بربّكم يا سادة
قايضوا، قايضوا لنُرجع أبطالنا،
حينئذٍ تربحون وطناً وهَيبة وطن.