IMLebanon

دولة … لا مزرعة !!

حزب الحوار هو الأقوى.

لأن لا أحد ضد الحوار.

… ولو كان صعباً، وحاداً أحياناً.

كالحوار، ولو من دون حوار، بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة… والنائب بطرس حرب.

صحيح، ان بين الجنرال والشيخ ما صنع الحداد، لكن الرئيس نبيه بري تجاوزه برفع الجلسة الى الأربعاء المقبل.

وهنا، تكمن أهمية اللقاء، لكن الرشق ب البيض كان من صفات الحوار.

طبعاً، كان ثمة انفصام بين المتحاورين داخل المجلس، وبين رواد الحوار وخارجه.

وهذه الغربة بين من هم في الداخل، ومن هم في الخارج، مثل حال غربة عندما دافعت عن والدها الشهيد والحاكم المحكوم بالغطرسة، والذي انتهى عند البوابة حيث انتهى مصير والدها.

وما يجري في مسرح الرحابنة يجري ايضا في مسرح الواقع!!

ثمة سؤال صعب:

من أين حضر المتظاهرون الى ساحة الشهداء؟

قبل أسابيع تجمع الالوف، في باحة النبطية، بدعوة من الرئيس نبيه بري.

وقبل سنوات احتشد الالوف، في ساحة الحرية، ومنها انطلقت تظاهرة ١٤ آذار.

وسبقتها تظاهرة ٨ آذار، في باحة الاسكوا.

ويوم الجمعة سار الألوف في تظاهرة دعا اليها الرئيس العماد عون.

من اجل ذلك كله، تساءل الناس: من اين حضر الألوف امس تأييداً ومناصرة لتظاهرة طلعت ريحتكم؟!

الاستنتاج الساذج هو أن الشعب ضد الجميع.

والخيار الحقيقي هو أن الناس، باتوا ضد ٨ و١٤ آذار، وضد المستقلين.

والخيار الاصح هو ان الناس كانوا ضد الجميع.

كانوا مع الدولة، وضد المزرعة.

كان من الصعب، الفصل بين الغاضبين…

لكن، الناس عبّروا عن رفضهم للجميع، بدليل، ان متظاهرين، شاركوا في معظم التظاهرات.

صحيح، ان المناخ لم يكن مؤاتياً للتظاهر. كانت العاصفة الصفراء قوية، لكن المتظاهرين كانوا أقوى.

كان يوم الأربعاء، نصف الأسبوع.

حاول بعض المتظاهرين ازالة الحواجز الحديدية. وحاولت قوى الأمن ردّهم، لكن الحوار الصامت كان أقوى.

ثمة أخطاء يرتكبها غلمان المتظاهرين، إلاّ أن هذه الأخطاء ظلّت مقبولة!!

هل كان الناس يتوقعون أن يكون المتظاهرون في سويسرا؟

لا، لقد كانوا في لبنان المضطرب، لا في لبنان الهادئ.

وسويسرا الشرق بقيت عنواناً كبيراً في وطن صغير!!

لا قوى الأمن عندما حملت الهراوات قبل أسبوع في وجه المتظاهرين كانت ديمقراطية الهوى والانتماء.

ولا المتظاهرون، أو قلّة منهم كانوا حضاريين، عندما خلعوا ثيابهم، وراحوا يرشقون قوى مكافحة الشغب بالزجاجات الحارقة.

يوم أمس كان بداية التراجع عن أخطاء الماضي.

… ونقطة انطلاق نحو حرية التظاهر.