Site icon IMLebanon

إعلان حال الطوارئ في ميزان القوى والأحزاب

 

عدّاد مصابي “كورونا” يرتفع، والإجراءات تتدرّج في مواجهته، وليس آخرها قرار التعبئة العامة الذي دخل حيّز التنفيذ يوم السبت. ويبقى السؤال متى فرض حال الطوارئ العامة، وهل تراجعت الحكومة عن هذا القرار، بعد رفض “حزب الله” و”التيار الوطني الحر؟”.

 

لا يعارض “حزب الله” اعلان الطوارئ وفق مصادره التي جدّدت عبر “نداء الوطن” التأكيد على موقف امينه العام السيد حسن نصرالله الاخير بأن “لا مانع لدينا إذا شاءت الحكومة”. واضافت: “الحكومة هي المعنية بالأمن الصحي للمواطنين وبالتالي هي من يقدّر اي قرار عليها اتّخاذه، فعندما ترى ضرورة للطوارئ “نحنا مأيدينها”.

 

اللواء أشرف ريفي لا يشكك بالنيات لكنه يسأل عن سبب بطء الدولة، “فحتى ايران عزلت الولايات عن بعضها البعض، اما نحن فتأخرنا كثيرا في وقف الرحلات من كل الدول الموبوءة. والحكومة أضعف من ان تتجرّأ على إعلان الطوارئ والكل يدرك انها محشورة مع “حزب الله” وجماعته في إيران حيث لديه مجموعات كبرى سواء دينيين او طلابا ًاو متدربين عسكريين. والكلام الذي سمعناه من الامين العام للحزب ديبلوماسي، فلو كانت الحكومة جدية لأعلنت حال الطوارئ من اللحظة الاولى لكنها لم تفعل: إما ان “حزب الله” يحشرها بابقاء الاجواء والحدود مفتوحة امام عودة الزوار الدينيين او المصابين الايرانيين، وإما ان هناك من يرفض اعطاء credit لقائد الجيش في لعبة الانتخابات الرئاسية باعتبار ان مواصفاته الاخلاقية والوطنية والمهنية تؤهله ليكون منافساً رئاسياً جدّيا”.

 

ويضيف: “المطلوب قرار سياسي حاسم وليس قراراً متردداً وبطيئاً، الخطر الداهم، إما نأكله او يأكلنا، أمامنا نموذجان: الايطالي الذي يأخذنا الى الخراب والصيني حيث سيطر الصينيون على الوضع”.

 

ويرى الحزب التقدمي الاشتراكي ان “الكلام اليوم ليس للسياسة بل كيف ننقذ البشرية من الوباء القاتل، ولهذا تصغر كل الاعتبارات”. وعليه، يؤيّد النائب هادي ابو الحسن الذهاب الى الخيار الاقصى لضبط الوضع. ويسأل: “لماذا لا نعلن حال الطوارئ لأسبوع، لماذا القلق؟ ومن اجل ماذا؟ اذا كانت هناك اعتبارات سياسية فلا قيمة لكل الاعتبارات والتكتكات امام صحة المواطن وحياته، لا نتحمّل المغامرة نهائياً، في حال تفشى المرض لا سمح الله وخرج عن قدرتنا ماذا ينفع كل الكلام؟ نعم لحال طوارئ مع بعض الاستثناءات كالأفران والسوبرماركت والصيدليات والمستشفيات وشركات التحويل والأهم على المصارف تعبئة الصراف الآلي”.

 

ويؤكد عضو كتلة “التنمية والتحرير”، رئيس لجنة الصحة النيابية النائب ميشال موسى ان الدراسات برهنت ان الاختلاط وعدم اتخاذ التدابير الصحية الوقائية هما السبب الأكبر لانتشار الوباء. ويدعو الى احترام مبدأ طبي عام، وهو “الزايد أفضل من الناقص”، والى استكمال الاجرءات لا التوقف عند حدّ معين، فـ”قرار منع التجول يجب اتخاذه في ضوء الآراء الطبية الفعلية لنرى اين اصبحنا لان له تداعيات طبعاً ولكن انا أميَل الى منع التجول الا لحالات محدودة، فأمامنا مرحلة صعبة علينا اجتيازها بأقل ضرر”.”القوات اللبنانية” التي نوّه رئيسها سمير جعجع بإجراءات السبت “التي حوّلت لبنان الى حال طوارئ غير معلنة ، تدرس خيار الإعلان رسمياً عن حال الطوارئ ولكن بانتظار معرفة ما ستكون عليه مفاعيل الخطوة.

 

أما تيار “المستقبل” فيرى “ان قرار مجلس الوزراء التعبئة العامة لم يؤد عملياً إلى النتائج المتوخاة منه، وبالتالي فان اعلان حال الطوارئ هو مسألة طبيعية لمواجهة وباء “الكورونا” بعيداً من أي حسابات سياسية وسلطوية”.

 

فيما يرى “التيار الوطني الحر” أن “الوضع الصحي يقتضي فرض حال طوارئ صحية وليس أمنية أو عسكرية تحت مسمّى التعبئة العامّة ونحن نؤيدها في هذا القرار‏ مع احتمال تطوّر الأمور لتأخذ قراراً آخر تراه مناسبًا لحماية المواطنين”، وينبّه أن إعلان حال الطوارئ “له مستلزمات قانونية وميدانية تلزم الدولة بموجبات تأمين معيشة الناس وضبط أذونات الخروج من المنازل وكيفية معاقبة المخالفين”.