IMLebanon

»دولة التقية»

المرشد الأعلى في الجمهورية الاسلامية الايرانية علق على حادثة إحراق السفارة السعودية في طهران وحرق القنصلية في مشهد في الثاني من شهر كانون الثاني الجاري، فقال إنّه عمل تخريبي وغير مقبول ويجب محاسبة ومعاقبة الذين قاموا بهذا العمل.

وفي المقابل، أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني من باريس التي زارها أمس، وقبل لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رفضه الإعتذار من السعودية عن حادث إحراق السفارة والقنصلية.

فمن نصدّق، المرشد أو الرئيس؟

من ناحية ثانية، منذ يومين أعلن قائد البحرية الايرانية أنهم وجهوا انذاراً الى الاسطول الاميركي بالانسحاب وإلاّ…

في هذا الوقت بالذات صرّح قائد الاسطول الخامس في البحرية الاميركية والمتحدث باسم البحرية الكوماندر Comenderكيڤن ستيڤنز Caven Stevens أنّ المناورات التي أعلنت عنها إيران هي تدريب روتيني عسكري تقوم به البحرية الإيرانية سنوياً والبحرية الاميركية على علم مسبق من الايرانيين بإجرائه.

ولا تعتبر واشنطن المناورات الاخيرة تغييراً في سلوك طهران في المنطقة أو مصدر قلق، وأوضح المتحدث باسم الاسطول الخامس الاميركي ان إيران أعلنت إغلاق المنطقة جراء تدريبات بالرصاص الحي وهو تدريب معتاد لكل البحريات.

واليوم تحتفل القيادة الايرانية بأنها حققت انتصاراً تاريخياً في الملف النووي… ولو استرجعنا تاريخ هذه القيادة التي جاءت الى الحكم في شهر شباط من العام 1979 بعدما طردت الشاه محمد رضا بهلوي.

ففي عام 1980 بدأت بحرب مع العراق دامت 8 سنوات، وبغض النظر على الأسباب التي أدّت الى نشوب هذه الحرب فإنّ الهدف الحقيقي منها هو فتنة سنية – شيعية تحت نظرية تصدير «الثورة الاسلامية».

قبلها جرى احتلال السفارة الاميركية لمدة 444 يوماً وعندما وصل الرئيس رونالد ريغان الى البيت الابيض هرب الجميع وتركوا السفارة، لأنه كان قد خاض معركته الانتخابية الرئاسية على التزامات معلنة بينها تحرير سفارة واشنطن في طهران.

منذ اليوم الاول لاحتلال السفارة فرضت عقوبات على إيران تركت آثارها السلبية على الوضع الاقتصادي الايراني وبلغت ذروتها منذ 10 سنوات بسبب الملف النووي.

وتخلل ذلك كله خسائر جراء الحرب مع العراق بلغت نحو ألف مليار دولار «تقاسمها» البلدان بالتساوي تقريباً، متكبداً كل منهما نحو 500 مليار دولار.

أضف الى ذلك أنّ الجيش الايراني كان يعتمد كلياً ومطلقاً على السلاح الاميركي والتدريب الاميركي، فأدّت العقوبات الى ضرر كبير، خصوصاً وأنّ طائرات «الفانتوم» الايرانية تحوّلت الى شبه خردة بعدما رفضت واشنطن تزويدها بقطع الغيار وسائر مستلزمات الصيانة ما اضطر إيران الى «ارتكاب» فضيحة «إيران غايت» والحصول على بعض السلاح والذخائر وقطع الغيار الاميركية من خلال إسرائيل…

وذهبت نتائج العقوبات جراء الملف النووي الى إلحاق أضرار غير محدّدة بالاقتصاد الايراني انعكست على الوضع الاجتماعي… حتى إذا رفعت هذه العقوبات وجدت إيران نفسها تدخل سوق النفط العالمية بما دون الـ30 دولاراً للبرميل الواحد فيما كان سعره قبل فترة زمنية قد تجاوز عتبة المئة دولار، ما رتّب ويرتب خسائر مالية هائلة على إيران، خصوصاً وأنّ قسماً كبيراً من أموالها لا يزال مجمّداً في الغرب ويتجاوز المئة وخمسين مليار دولار، باعتبار أنّ واشنطن والغرب أفرجا فقط (حتى الآن) عن 35 مليار دولار من أصل نحو 185 ملياراً.

 

وأدّى ذلك كله الى حال مزرية في هذا البلد الذي كان ينعم باستقرار إجتماعي – إقتصادي مشهود له قبل حكم الخميني الذي أدّى الى أنّ نحو 63٪ من الشعب تحت خط الفقر اليوم.

… ومع ذلك يزعم حكام إيران أنهم انتصروا، وهم يطبلون ويزمرون لهذا الانتصار الوهمي المزعوم.

والحقيقة أنهم «انتصروا» بناحية واحدة وهي تحقيق الفتنة السنية – الشيعية، وتسعير نيرانها كل يوم خصوصاً في العواصم الاربع التي قالوا إنهم يسيطرون عليها ويقصدون البلدان الاربعة: العراق وسوريا واليمن ولبنان كذلك.