IMLebanon

دولة الرئيس الحريري: تآمروا عليك بالأمس، ويدفعون الثمن اليوم

ان ما يحدث في وسط بيروت يطرح السؤال الأول:

لو أن الرئيس سعد الحريري هو رئيس حكومة اليوم، هل كان يحدث ما يحدث؟

ضاقوا به انتظروا دخوله للاجتماع مع الرئيس الاميركي باراك اوباما فاستقالوا من حكومته لتسقط بضربة الإستقالة، ومنذ ذلك التاريخ والبلد يقطف ثمرة خيبات تلك الخطوة. قطعوا له وان واي تيكيت فماذا كانت النتيجة؟ حكومة وراء حكومة وتخبّطٌ وراء تخبّط. لا الحكومة قبل هذه الحكومة إستطاعت الإقلاع ولا حكومة اليوم تستطيع الإستمرار. وحين تكون الحلول واضحة فلماذا التلطي وراء العراقيل؟

***

هذه الحكومة فشلت لكنها لا تستطيع ان تستقيل، فلا أحد يهدّدنا ببطولات الإستقالة، أقصى ما يمكن فعله هو الإعتكاف اي تصريف الأعمال من دون عقد جلسات لمجلس الوزراء.

هذه الحكومة فيها وزراء ناجحون، نفتخر بهم، وفيها وزراء فاشلون لا أحد يستطيع الدفاع عنهم.

***

الآن وصلنا الى هنا، فماذا بعد؟ تريدون ان تذهب هذه الحكومة الى بيتها؟ الحل سهل: إنتخبوا رئيساً للجمهورية اليوم فتستقيل غداً من دون حاجة الى تظاهرات واعتصامات وشعارات.

لأن الجميع يتمنى أن نقول لوليد بك جنبلاط الصراحة، ومن دون زعل: لم تقنعنا يا وليد بك، مع أنك شاطر جداً بالإقناع والإقتناع حيث تدعو الحاجة!

ربما اعتاد الناس، على التناقض والإنقلابات في مواقفك، حتى انهم لم يعودوا يسألونك لماذا ولا كيف، ولا يحاسبون.

ولكنك لم تقنعنا اليوم لماذا دعوتَ الشباب بحماسٍ الى الشارع المسمّى الحراك المدني، وعندما استجابوا سحبتَ يدك منهم فجأة ليل السبت في منتصف الليل، وقطعتَ الحبل بهم وهم عالقون في منتصف البئر، في ساحة السراي الكبير.

الناس يريدون منك ان تخبرهم القصة الحقيقية، وليد بك، فأنت تعرفها من أولها الى آخرها… قصة التسهيل والتدبير على الناعم لمطمر الناعمة المخصّص لفرز النِعَمِ لا فرز النفايات.

الناس يريدون ان يعرفوا: هل فعلاً يجري التفاوض لتمديد ولاية مطمر الناعمة لسنوات أخرى؟ ومقابل اي ثمن قد توافق؟

بما أنك سمّيتَ نفسك زبّالاً أول في لبنان، حيث فشل مشروعك ك زبال في نيويورك، واترك الطبقة التي وصفها الرئيس تمام سلام ب النفايات السياسية، واهبط الى حيث الشباب الحالمين بأن هناك أملاً في قيام وطن لا نفايات فيه، في يوم ما، حيث تنتهي الطبقة الفاسدة… قبل أن ينتهي لبنان!

يريدك الجمهور أن تنزل الى الساحة وتشمِّر عن زنودك معه، فلا تغسل يديك من القصة التي تعرفها جيداً.

وليد بك أنت طلَّعت الناس من مطمر الناعمة، ونحن نطالبك بأن تُطلّعنا من مطمر الطبقة السياسية الذي طلعت فيه ريحة الكثيرين حتى الإختناق!.

أصعب ما في العقل انه حين يكون وحيداً في مواجهة الإنفعال، كما اصعب ما في المواجهة حين يُعتقد انها بين الشباب والشيوخ.

وأصعب ما في تقييم تحركٍ ما هو حين يختلط حابل المطالب بنابل الإستغلال السياسي.

***

سؤال: مَن يستطيع حجب نجاحات وزير الداخلية نهاد المشنوق؟ مَن كان يجرؤ على وضع حدٍّ لإمارة رومية؟ مَن غطّى الخطط الأمنية من طرابلس الى صيدا الى البقاع الى الضاحية؟ مَن كان يجرؤ على تغطية التوقيفات في طرابلس والشمال؟ مَن كان يجرؤ على تغطية توقيف الشيخ أحمد الأسير؟ الذين يطالبون باستقالة وزير الداخلية هُم من المزايدين الذين يعرفون ان مزايدتهم ليست في محلها.

في المقابل، وزير البيئة محمد المشنوق يحاول ان يكون ناجحاً لكنه تعثّر كثيرا، والسبب في ذلك انه صدّق وعوداً أعطيت له، علماً ان تصديق الوعود في السياسة اقل ما يقال فيها كبيرة سياسة لبنان على معاليه.

***

ما حدث في وسط بيروت أول من أمس السبت لم يكن حدثاً غير اعتيادي لكنه انتهى غير اعتيادي. فوسط بيروت بات معتاداً على التحركات والتظاهرات والإعتصامات، بعضها يؤدي الى نتيجة وبعضها الآخر لا يوصل الى مكان مهما طال الزمن، ففي كل مرة يبدأ التحرّك يُطرَح السؤال: هل سيوصل الى نتيجة؟

لاستخلاص الجواب لا بد من طرح سؤال آخر وهو: ما هي أهداف التحرّك؟

لأنه تحرّكٌ من دون رأس فإن كل متظاهر رفع الشعار الذي يريده او يناسبه. كثُرت الشعارات ولكن برز منها شعار المطالبة بمعالجة أزمة النفايات. هذا الملف تتحمّله حكومة الرئيس تمام سلام مجتمعة وأكثر من ذلك الطبقة السياسية برمّتها والتي أوصلت الأوضاع الى ما هي عليه، ولكن للأسف الشديد رئيس الحكومة مُحكم عليه بالبقاء بالرغم من كل شيء، والا وضع البلد سيذهب ليس الى الفراغ الذي نعيشه منذ توليه بل الى النهاية القاسية.