IMLebanon

دولة الساحل ترضية لروسيا وإيران؟

بدت تصريحات سيرغي لافروف بعد محادثاته مع محمد جواد ظريف وكأنها وصفة للمضي في تقسيم سوريا وصولاً الى دولة الساحل العلوية، التي ستشكّل في النهاية جائزة ترضية للروس والإيرانيين، الذين فشلوا منذ خمسة أعوام في الإحتفاظ بسوريا كلها تحت سلطة بشار الاسد.

ليس في هذا أي مبالغة، فالمعروف ان روسيا وايران تدعمان النظام السوري منذ خمسة اعوام بالسلاح والرجال والعتاد وتقفان وراء رهانه على الحل العسكري، وعلى رغم هذا فقد السيطرة على معظم الاراضي السورية، ولم يعد يحكم أكثر من ٢٥ في المئة من البلاد، ومن الواضح انه لن يتمكن من إستعادة السيطرة بعد اعترافه بأنه يعاني نقصاً في عديد قواته وأنه ينسحب من مناطق الى مناطق أكثر أهمية والمقصود طبعاً المناطق العلوية.

وهكذا عندما يتحدث لافروف عن ان خلافات روسيا مع الأطراف الفاعلين في الأزمة السورية تتركز على مصير الاسد، مُجدِداً رفض رحيله “لأن من يقرر ذلك هو الشعب السوري”، والشعب السوري إما في المقابر وإما في اللجوء فمن واجب المراقب ان يسأل:

١ – كيف يمكن لافروف وظريف ان يصدقا مثلاً ما لم يعد يصدّقه الأسد نفسه، أي بقاءه رئيساً على سوريا المدمرة، أو نجاحه في إستعادة السيطرة بعدما خسر الشمال والشرق والجنوب، ثم ألا يشكّل التمسك به تمسكاً استطرادياً بالمساحة التي لا يزال يسيطر عليها، وخصوصاً بعد عجزه على رغم الدعم الروسي والإيراني عن فرض الحل العسكري، بما يعني ان الإصرار على بقائه قبول بأن تقتصر شرعيته على الجغرافيا العلوية؟

٢ – اذا كانت الحرب ضد “داعش” من سوريا الى العراق لا تحرز أي تقدم ملموس بل على العكس، واذا كان الشعب السوري يُذبح منذ اعوام بالصواريخ والبراميل المتفجرة وقبل ذلك بالسلاح الكيميائي، فكيف يجرؤ لافروف على مواصلة ذرّ الرماد في العيون بالحديث عن ان هذا الشعب هو الذي يقرر مصير الأسد، وهو عندما طالبه بالإصلاحات أمطره بالحديد والنار؟

٣ – من الضروري الإنتباه الى ان تصريحات لافروف وظريف في موسكو تزامنت مع القصف الجوي المروّع للمدنيين في دوما على تخوم دمشق، وهو قصف يأتي في سياق تركيز المعارك لتثبيت حدود الدولة العلوية وتنقيتها عرقياً، ومن الواضح تماماً ان المعارك من القلمون الى الزبداني الى درعا الى تلال عرسال هدفها تأمين الكوريدور الذي يربط دولة الساحل بمنطقة بعلبك الهرمل مما يؤمّن خطوط الإتصال والإمداد بين ايران و”حزب الله”.

٤ – ما المانع في ان تتحول باقي المناطق صومال سورية تهدد السعودية والأردن؟

فهل كثير اذا قلنا إن التمسك بالأسد على رغم كل هذا هو تمسّك بالدولة العلوية كجائزة ترضية للروس والإيرانيين؟