Site icon IMLebanon

دولة الرئيس الحريري الناس يتوقون إليك

نجح الرئيس سعد الحريري، في أيامه القليلة منذ عودته إلى بيروت، في ترميم البنى الفوقية السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، فهل يحقُّ للناس بأن يطالبوه بترميم البنى التحتيَّة التي تقضّ مضاجعهم والتي ظهرت مشاكلها أكثر فأكثر مع العاصفة الثلجية؟

يحقُّ للناس بأن يطالبوه، فهُم يرون في ابتسامته ووجهه الضحوك مسحة الأمل وفسحة التفاؤل، وهاتان ميزتان غابتا عن محيا اللبنانيين منذ تاريخ مغادرته لبنان.

الناس يطالبون مَن يثقون به ومَن يعتبرون بكل صدق أنَّه قادرٌ على تلبية حاجاتهم الملحّة بعدما مرّوا في شهور عجاف، وأنه قادر على وضع حدٍّ لهذه الدوامة التي إسمها مطابق وغير مطابق من المواد الغذائية، وأنه قادر على الإنتهاء من هذه المهزلة التي إسمها كهرباء وتقنين ومازوت أحمر وتدفئة ومعاناة الناس مع ما هو انقطاع في المحروقات بسبب جشع التجار ولا مبالاة وزارة الطاقة التي ترى بأمّ العين الإحتكار ولا يرفّ لها جفن.

***

دولة الرئيس الحريري…

الناس توسَّمت خيراً في عودتك، فلا تدع هذه العودة إلا أن تكون عند حسن ظنونهم، لا تردُّهم خائبين بل أُضرب بسلاح الموقف، وهو أمضى الأسلحة التي تمتلكها في الوقت الراهن لأنَّ سلاح السلطة ما زال رهن الشغور والفراغ وحكومة تمرير الوقت الضائع الرئاسية.

نعرف يا دولة الرئيس أنَّ ضغطاً هائلاً تتعرَّض له بسبب كثافة طالبي المواعيد، نعرف أنَّ على دفتر طالبي المواعيد ما يفوق الألف موعد وأنك تحاول قدْر المستطاع والطاقة أن تلبي معظمها، لكن لهذه الطاقة حدود، فبين الموعد والموعد هناك اجتماع، وهناك تنافس وتسابق بين عدد طالبي المواعيد وبين عدد الإجتماعات المطلوب أن تنعقد لحلِّ الكثير من الأمور العالقة والتي تبدأ بالقضايا الحزبية ولا تنتهي بالقضايا الدبلوماسية.

***

ومع ذلك، الناس يطالبونك بحثّ رئيس الحكومة والوزراء من مختلف الكتل والتيارات خصوصاً أنَّ جميعهم يزورونك ويؤيدونك فيما يعترضون على طاولة مجلس الوزراء، فهل هذه الإزدواجية مسموحة يا دولة الرئيس؟

لم يعد الناس يتحمّلون هذا الدلع السياسي المتمثِّل في آلية عمل مجلس الوزراء، لماذا افتعال المشاكل ولماذا التفتيش عنها حيث هي غير موجودة أصلاً؟

هناك دستور فلماذا لا يتمُّ تطبيقه لجهة التزام البنود المتعلقة بآلية عمل مجلس الوزراء؟

***

دولة الرئيس، حتى لو كنت خارج السلطة فإنك في قلب المعادلة، سلاحك أنك تعرف قهر الناس، فمنهم من هو قابع عند أول طلب إستشفاء على قارعة الإذلال، بين المستشفيات والعيادات والصيداليات حيث لا طاقة له على توفير حبة دواء، أو يتسكع أمام أبواب المدارس لتوفير القسط المدرسي الذي يرتفع حسب المزاج.

دولة الرئيس، الناس يتوقون إليك فاضرب الطاولة ودع المسؤولين أمام ضمائرهم الغائبة.