من مفارقات هذه الحكومة أنَّ رئيسها تمام سلام يُغرّد خارج كل الأسراب وليس خارج سرب واحد، والخوف ان يتشابه كثيراً مع وزيره المدلل محمد المشنوق، فهو مثله منكفئ:
المشنوق متمسك بوزارة البيئة من دون أن يتحمَّل مسؤوليتها، وسلام ممسك برئاسة الحكومة من دون أن يُسمح له بدور في المعالجات ومخارج الحلول.
هل يمكن للرئيس تمام سلام خلال وجوده في السراي الحكومي ان يعلن عن انجاز يُسجّل في خانته أو هل يُسمح له بذلك؟
أي دور اعطيَ له في الملفات العالقة وها هي تطبخ خارج مجلس الوزراء ولا تدخل الى المجلس الا لاقرارها تصويتاً أو توافقاً.
من أين نبدأ التعداد؟
دور رئيس الحكومة الإنتقالية هو تهيئة الأجواء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهل سُمح للرئيس تمام سلام بالتعجيل بهذه المهمة؟
منذ عامين وحتى اليوم لا يقوم رئيس الحكومة بأيِّ جهدٍ في هذا الخصوص، ربما لأنَّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيعقّد اختيار رئيس حكومة جديد اذا كان الأمر خارج السلّة؟
أيُّ دورٍ كان للرئيس سلام في موضوع النفايات؟
الأزمة تفاقمت في عهد حكومته، فهل الترحيل المشبوه هو الانجاز؟
هل هناك دور لرئيس حكومة عندما انفجرت ازمة جهاز أمن الدولة بين نائب رئيس الجهاز ورئيسه الذي شتم نائبه بحضور رئيس الحكومة الذي اكتفى بالحرد؟
هل أوعز الرئيس تمام سلام للوزراء لتخفيف فاتورة الكهرباء عن المواطن اللبناني بعدما بلغه حكماً ان برميل النفط انخفض مئة دولار فلماذا لا يقدم على خطوة تؤدي لأن يذكره المواطن بالخير؟
وهل يؤكد لنا دولة الرئيس صحة المعلومات عن ان البواخر التركية زادت انتاجها من دون ان يعلم أحد وان النية هي بالتجديد لها قريباً؟
هل يُدرِك الرئيس سلام أنَّ المواطن يسمي حكومته حكومة الفواتير الباهظة؟
إن هذه الفواتير ليست من النوع النقدي فقط، فهناك الفواتير السياسية والفواتير الإدارية والفواتير الدبلوماسية والفواتير العسكرية وهنا الأهم.
وبالمناسبة لمن سلّم الرئيس سلام أمر عرسال حتى لا تستفحل قضيتها وماذا فعل مع وزرائه لمساعدة الجيش اللبناني على الصمود في تلك المنطقة؟
وما هي الإتصالات التي أجراها لسحب صاعق التفجير؟
واللائحة تطول ولا يبدو في الأفق القريب أو البعيد أي بوادر حلّ وإنفراج أو حلحلة، بل تراكم أزمات وملفات حتى الإختناق، وبالرغم من كل ذلك نتمنى ولو بملفٍ واحد مثل فواتير الكهرباء، أن يقوم دولته بضربة معلم ويُخفِّض التعرفة ويريح المواطن، الذي يدفع أغلى فاتورة كهرباء في العالم، هذا إنْ نورت عليه!