يستحق الرئيس سعد الحريري لقب رجل دولة من الطراز الأول، تذكرت البارحة وأنا أستمع الى الحوار معه المغفور له الرئيس رشيد كرامي بهدوئه وقوة أعصابه وقدرته على التحمّل وفوق كل شيء إيمانه بمشروع بناء الدولة.
لم ولن ييأس، مصمّم على الوصول بالسفينة الى بر الأمان مهما واجه من عواصف وأنواء، صلب في مواقفه وكما يقولون «داير دينته الطرشا» لكل الكلام الذي لا يسمن ولا يفيد.
همّه الوحيد بناء الدولة، فمشروع بناء الدولة هو أولويته الوحيدة، لا يكترث بكل الصعاب ولا يريد الدخول بأي مهاترة، وقال بالحرف الواحد: إذا كان هناك خلاف فهذا لا يمنع أن تستمر الحياة ويستمر التحادث مع بعضنا البعض، على سبيل المثال حتى لو كان هناك خلاف مع أي فريق هذا لا يمنع أن نتحدث معه. المهم المصلحة العامة.
اما بالنسبة لما يُقال عن التحالف بينه وبين الرئيس ميشال عون فقال إنّ حلفه معه مثل الزواج الماروني.
علاقتي بالرئيس نبيه بري ثابتة ومتفقون على الإسراع في بت مشاريع «سيدر» نظراً لأهميتها بالنسبة للاقتصاد اللبناني.
ترشيد الصناعة والزراعة أكثر من مهم لأننا نستطيع أن نصنع الأشياء المربحة ونزرع ما يعطي مردوداً مالياً جيداً.
الكهرباء أولوية الاولويات وسوف ترون خلال أسابيع قليلة مشروعاً سوف نوافق عليه جميعاً يحل هذه المشكلة، كذلك الحال بالنسبة للنفايات.
أهم ما في قضية النازحين السوريين شقّان:
الدولة اللبنانية ملتزمة بقرارات الجامعة العربية ونحن، بالنسبة لعودتهم الى بلدهم لا يوجد لبناني إلاّ يريد هذه العودة ولكن أولاً: كيف يمكن أن يعودوا والنظام يقول لهم: عليكم أن تتخلوا عن بيوتكم وتنتقلون الى منطقة أخرى؟ ثانياً: ماذا عن الخدمة العسكرية بين 18-40 سنة؟ ثالثاً: القرار رقم 10 حول الأملاك وسندات الملكية لكي يعود المواطن ويثبت أملاكه!
من ناحية ثانية توجد مبادرة روسية ومبادرة دولية، فنحن على أفضل العلاقات مع روسيا ومع المجتمع الدولي، لذلك فإنّ من يستطيع أن يرجّع النازحين السوريين الى سوريا محصور بروسيا والمجتمع الدولي.
أمّا بالنسبة لوزير الخارجية الاميركي فسوف يؤكد على موقف واشنطن من إيران و»حزب الله»، وأمّا بالنسبة لنا فنحن نسعى لزيادة المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وزيادة المساعدات للنازحين.
وتحدّث أيضاً عن الحروب التي أصبحت حروباً إقتصادية، ونحن نحاول أن نجلب الاستثمار الاميركي الى لبنان لأنّ مجيء الاستثمار يحمي البلد خصوصاً أنّ الذي يستثمر في بلد يكون حريصاً على حماية هذا الاستثمار.
ملاحظة هامة قيلت في الجلسة إنّ أي كلام عن التوطين بحاجة الى تعديل الدستور.
وبشّر الحريري اللبنانيين بأنّ السياحة في لبنان مقبلة على مستقبل باهر، وأعطى مثلاً أنّ السعودية عندما رفعت حظر سفر رعاياها الى لبنان في 4 أيام جاء الى لبنان 12 ألف سعودي.
أمّا المطار فسيكون جاهزاً في 1 حزيران بإذن الله.
في النهاية أنا مؤمن بالمستقبل وأنا أؤمن بقيام الدولة لأنها وحدها التي تحمينا وتحافظ على جميع اللبنانيين.
عوني الكعكي