IMLebanon

ستاتيكو

 

هل فعل التهديد الذي أَطلقه وزير الخارجية جبران باسيل في وجه رئيس الحكومة، والذي فُسّر على أنه ردّ على خطاب الرئيس تمام سلام في إفطار المقاصد في البيال فعله وصرَف النظر عن دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع في الأسبوع المقبل لأن النفوس الغاضبة لم تهدأ بعد وما زالت بحاجة لمزيد من الوقت، أم أن الرئيس سلام اتخذ قراره ومشى، وعلى الآخرين أن يتحمّلوا مسؤولية أي قرار يتخذونه؟

الوزير باسيل حاول في ردّه على رئيس الحكومة أن يتجاوز كل السقوف الدبلوماسية المعتمدة في التخاطب مع رئيس الحكومة عندما أكد على أنه وفريقه بطبيعة الحال يمثلون رئيس الجمهورية وشركاء في الحكومة، ولا يمكن وضع جدول أعمالها من دون أخذ رأينا، فليدع رئيس الحكومة إلى الجلسة ونحن سنحضر ونناقش ولنا مطلب واضح بأن يبقى ملف التعيينات بنداً أول، لكن لا جلسة من دون هذا البند، مذكراً بأن رئيس المجلس نبيه برّي اقترح عليه تأجيل البتّ في التعيينات حتى أيلول فكان جوابه أن التيار العوني الذي ينتمي إليه يرفض هذا الاقتراح ويتمسك بموقفه القاضي برفض البحث في أي بند مدرج على جدول الأعمال قبل البت في ملف التعيينات الأمنية، وهذا معناه أن المساعي التي قام بها الرئيس برّي والنائب وليد جنبلاط لحلحلة عقدة عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع على أساس جدول أعمال واضح توصلت إلى حل جزئي وهو الحصول على وعد من وزراء التيار العوني بحضور الجلسة من دون الاشتراك في مناقشة جدول الأعمال، إلا إذا كان ملف التعيينات البند الأساسي فيه، مما يستدعي مزيداً من الاتصالات والمساعي للتوصل إلى حل نهائي لهذه الأزمة المستجدة يُعيد الحكومة المعطلة الآن إلى السكة الصحيحة، وتنتهي لعبة شد الحبال الدائرة حالياً بين الرئيس سلام والأكثرية الوزارية وبين وزراء التيار العوني وحلفاءهم وزراء حزب الله، وهذا ما شجّع بعض الأوساط الوزارية المواكبة لحركة الاتصالات على ترجيح تأجيل الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء أسبوعاً آخر، وربما إلى التاسع من شهر تموز المقبل، وذلك خلافاً لما كان الرئيس سلام قد ألمح إليه في خطابه بمناسبة حفل إفطار جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية إلى أن مجلس الوزراء سيُدعى إلى الاجتماع في الأسبوع المقبل.

وسواء عاد مجلس الوزراء إلى الاجتماع الأسبوع المقبل، أو في الأسبوع الذي يليه، فإن ملف التعيينات الأمنية يبقى القنبلة الموقوتة التي يمكن أن يفجّرها التيار الوطني الحر في أية لحظة، وهذا ما جعل الرئيس سلام يُـليّن مواقفه حرصاً منه على استمرار الحكومة للحفاظ على ما تبقى من الدولة، ولو بقي الوضع في حالة ستاتيكو.