Site icon IMLebanon

ستاتيكو!

لا تغيّر عملية مزارع شبعا بالأمس شيئاً في الستاتيكو القائم منذ قرابة عقد من الزمن بين لبنان واسرائيل.. بل هي في الواقع، ومثلما كان الافتراض سلفاً، تؤكد حال الجمود الذي فرضه القرار الدولي الرقم 1701 الذي انهى حرب العام 2006، ولا تخدش حديده على الاطلاق!

وكان لا بد للقياسات الهندسية الخاصة بعملية استهداف آليتين اسرائيليتين، ان تتناسق بدقّة حسابية استثنائية، مع الموقف المركزي لـ»حزب الله» واسرائيل القائل برفض «الانجرار» الى حرب كبيرة او صغيرة. لا بسبب القنطار ولا بسبب غيره، تبعاً لتركّز الاهتمامات والانشغالات والشعارات والتعبئات، على الداخل العربي والاسلامي، وفي نواحيه المتفجرة والمشتعلة!

هكذا، كان لا بد من ان ينفّذ «حزب الله» «وعده» بالرد على عملية اغتيال سمير القنطار في دمشق، من دون ان يؤدي ذلك الى اي نوع (اي نوع؟!) من المواجهات غير المحسوبة وغير المرغوبة.. بحيث، صار في امكان اصحاب الشأن، القول بأنهم نفذوا وعدهم ووعيدهم! وصار في امكان الاسرائيليين في المقابل، الاسترخاء ميدانياً، اذا صحّ التعبير، في ضوء عدم سقوط اصابات مميتة او جسيمة بين جنودهم الذين استهدفوا بتلك «العبوة الناسفة الكبيرة» في مزارع شبعا!

ومع ذلك، يمكن قراءة هذا الرد (الناعم!) من قبل «حزب الله» بغير السياق التعبوي الذي يسوّقه الحزب. حيث انه ردّ يكشف بشكل مباشر التزام معادلة الهدوء في منطقة الحدود اللبنانية تحت سقف القرار 1701، لكنه يكشف بالتوازي العجز المركّب عن التصدي لاسرائيل في الداخل السوري.. وإلا كان الأجدى (والطبيعي!) ان يتم الرد على اغتيال القنطار في دمشق بعملية في منطقة الجولان تحديداً! خصوصاً وان الأمر الراهن بُني على اساس تصدّي اسرائيل الاستباقي لأي محاولة لبث «الدفء» في تلك المرتفعات السورية الباردة والمحتلة، والمسّ بالمعادلة القائمة فيها منذ وقف النار الذي تلا حرب تشرين في العام 1973! والتي قيل ويقال، ان القنطار كان يحاول شيئاً من ذلك!

بهذا المعنى يمكن تلمّس حجم الورطة التي يجد الحزب نفسه فيها، داخل سوريا: رأسه مكشوف تماماً امام الغارات الاسرائيلية، لكنه لا يستطيع شيئاً حيالها! طالما ان روسيا معنية قبل اسرائيل بمنع اي تحرك مضاد في الجولان.. وطالما ان الأولوية في أجندة «ممانعة» آخر زمن هي لمواصلة الفتك بالشعب السوري، ثم تصعيد العداء الى حدود هستيرية، ضد السعودية وكل ما تمثل!