Site icon IMLebanon

باق في الوجدان

 

لا يكاد يمر يوم، لا بل لا تكاد تمر ساعة، إلاّ هناك موضوع يثار ومحوره شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري، وكأنّ الرجل هنا، موجود، لم يغادر في تلك الجريمة المروّعة.

 

هناك من يقول: هذا المطار أكبر من قدرات لبنان، كما قال الوزير فنيانوس الذي أضاف: انتقدنا الشهيد في حينه لأنّ المطار كبير… وها نحن اليوم نسعى الى توسعته أيضاً، وهذا مثل واحد على أنّ الرئيس الشهيد كان صاحب نظرة رؤيوية مستقبلية.

في الطرقات لا جديد بعد ما أنجزه الحريري… وهي بأوتوستراداتها وامتداداتها الداخلية بقيت كما كانت وكما أنجزتها حكومات الشهيد.

في الملاعب: المدينة الرياضية التي كانت مدمّرة بل كانت أوّل هدف دمرته إسرائيل في غزوها لبنان وعاصمته في العام 1982… وأعاد الرئيس الحريري ترميمها مع تزويدها بأحدث التطوّرات في عالم المنشآت الرياضية.

وأهم من هذا وذاك، وبالرغم من موقف الرئيس السابق سيىء الذكر اميل لحود فقد حقق الرئيس الحريري الإنجاز الكبير المتمثل بمشروع «سوليدير» الذي يعتبر من أكبر مشاريع انتشال المدن من تحت الركام في العالم… ولحود ذاته كان إذا أراد أن يطلع أي ضيف كبير من ضيوفه على معالم لبنان المهمة كان يصحبه الى وسط العاصمة، أي الى منطقة «سوليدير».

وهل ينسى لبنان ذلك الإنجاز العلمي التربوي الثقافي الأكبر بتوفير الدراسة في مستوياتها العليا لمجموعة من الشباب (شباناً وشابات) بلغ عديدهم 35 ألفاً، وبات الكثير منهم من كبار رجال الأعمال في لبنان والمنطقة وبعض بلدان العالم.

وفي هذه الذكرى الأليمة، ذكرى غياب رجل البناء والإعمار والوفاق، لا نقدر إلاّ أن نتوقف عند دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري وهو الوحيد الذي يكمل الرسالة ذاتها من أجل لبنان.

وفي هذه النقطة لا بدّ من أن نشير الى دور الرئيس سعد الحريري في إنقاذ لبنان من الفراغ الرئاسي من خلال المبادرات العديدة التي اتخذها في هذا السياق الى أن أثمرت مبادرته بدعم ترشح العماد ميشال عون الى الرئاسة في الوصول الى سد الفراغ واستعادة لبنان رأسه.

ولقد يتعذّر تعداد الإنجازات الوطنية التي حققها الرئيس سعد الحريري ويكفي أن نشير منها الى تكريسه سياسة النأي بالنفس بالرغم من الصعوبات الكبرى… فلا تبقى هذه السياسة شعاراً فارغاً كما كانت من قبل، بل باتت راسخة ومدار تمسّك بها بشبه إجماع وطني.

… وأمّا المزايدون بمن فيهم ذلك الوزير الذي يغتنم أي مناسبة ليطل على اللبنانيين بالكثير من الثرثرة والإدعاءات والتحامل على سعد الحريري فيكفي جواباً عليه: لماذا شاركت في حكومة لـ»حزب الله» وحلفائه دور بارزٌ فيها؟..

وسيبقى سعد الحريري أميناً على رسالة والده الشهيد، وأمّا المزايدون الذين يزرعون العاصفة فلن يحصدوا إلاّ الريح.

عوني الكعكي