IMLebanon

ترقّبوا اتجاه الرياح!

يقول مثل مطابق ومعبّر عن الوضع الراهن الناشئ عن جريمة القنيطرة الجماعية التي ارتكبتها اسرائيل “أن من يهدد بالحجر الكبير لا ينوي استعماله”.

وتقول وقائع الفترة الزمنيّة الغابرة ان المنطقة العربيّة والاقليميّة تبادلت من التهديدات الثقيلة ما يتعدّى العشرات الى المئات، إنما من غير أن يُترجم أيّ منها فعلياً، ومن غير أن تؤدّي مجتمعة أو منفردة الى زلازل أو أعاصير.

إلا أن ذلك ينبغي ألا يجعلنا نمرّ مرور الكرام واللامبالاة باقدام اسرائيل على نشر منظومة “القبّة الحديد” على مقربة من حدود لبنان، أو نهمل توعد “الحرس الثوري الايراني” اسرائيل بـ”العاصفة المدمّرة” التي لا يقف عليها حكيم، ولا ينفع معها أي علاج سياسي أو ديبلوماسي.

العالم العربي قلق للغاية. ولبنان الذي يرقص عادة بلا دف هو قلق أيضاً. والمجتمع الدولي بدوره لا يخفي ارتيابه من الجريمة، وذيولها، و”أهدافها” التي يترجمها كل فريق بالطريقة التي تتناسب مع تطلّعاته ومخطّطاته… وان تكن نظرة بعض عواصم القرار الى الجريمة الاسرائيلية تختلف قليلاً أو كثيراً عن نظرة عدد من دول المنطقة.

اما التحليلات والاستنتاجات والتوقّعات، فانها تكاد تغادر شاشات الفضائيّات، وتتبادل النزال والاشتباك الكلامي في الهواء الطلق. وليس حبّاً بالبحث عن الحقيقة، أو الاضاءة المعرفية على أبعاد ما حدث، بل نكاية بالآخر.

وعلى طريقة “أخالفك الرأي وإن كنت تقول الحقيقة”.

هذه هي خلاصة المراجعة المتأنيّة للوضع المتوتّر الذي أوجدته الجريمة السداسيّة، وفق رؤية تشمل الاحتمالات والعواقب غير المحدودة لأيّة مغامرة غوغائيّة يقدم عليها هذا الفريق أو ذاك.

في ظل هذه “الاجتهادات” يتدخل مرجع مخضرم ليذكّرنا بما قيل خطيّاً وشفهيّاً حول المفاوضات النوويّة بين واشنطن وطهران، والتزوّد من الاحداث الطارئة بزخم إضافي من شأنه وضع “الامور” على سكّة الايجابيّات.

هنا بالتحديد “يقيم”، أو يكمن سرّ الاسرار المتعلّق بعملية الخطف التي يتعرّض لها الاستحقاق الرئاسي في لبنان، والتي دخلت شهرها التاسع.

مثلما تعيدنا الأحداث والتحوّلات المستجدة في المنطقة ومدلولاتها على الأرض، سواء في العراق وسوريا أم في اليمن وليبيا، الى الكلام القديم للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عن “شرق أوسط جديد”، وحيث تشهد المنطقة في الوقت ذاته تبدّلات جذريّة “ستؤدّي الى قيام هلال شيعي.

يضاف الى هذه اللائحة الوضع السوري المتأجّج منذ أربعة أعوام، و”السكوت الدولي” عن النظام ورئيسه كما لو ان شيئاً لا يحدث في تلك الأرض المحروقة.

لا بدّ من التريّث وترقّب اتجاه الرياح.