IMLebanon

الخطوة ــ2» لفرنجية والحريري

وصف مصدر وزاري مسيحي اللحظة الداخلية بأنها لحظة خلط الاوراق السياسية والعبور في الاصطفافات وانطلاق الحوارات في اكثر من اتجاه بغية ارساء مسودة اتفاق على الاستحقاق الرئاسي يكون المدخل العملي لترجمة الخطاب الايجابي لدى غالبية القوى السياسية الى مشروع متكامل يجسد خارطة طريق لانجاز وطني يتجاوز كل العراقيل والحواجز الداخلية والخارجية امام الحل النهائي. وبرأي هذا المصدر فإن رياح التغيير قد هبّت على لبنان وكشف ان ترتيبا اقليميا قد انطلق مع انطلاقة الحرب الكونية على تنظيم «داعش» لتدميره كما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما بالامس. ،اوضح ان مناخ الانفتاح العام الذي يتكرس بشكل يومي منذ مبادرة السيد حسن نصرالله الاخيرة الداعية لتسوية شاملة قد سلك طريقه نحو الترجمة العملية لافتا الى انه سواء تم الكشف عن وقائع اللقاء الباريسي بين الرئيس سعد الحريري ورئىس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، او بقي الامر في اطار الغموض «البناء» فإن النتيجة المؤكدة ان مياه الركود الرئاسي قد تحركت وذلك في محاولة لتوظيف الجو الايجابي في الخطاب السياسي في تسوية للاستحقاق الرئاسي.

واكد المصدر الوزاري انه من المبكر اطلاق الاحكام المسبقة، لأن الحوار ما زال في مراحله الاولى من جهة ولأن انطلاق مسار التسوية الرئاسية ليس امرا سهلا او بسيطا كونه مرتبطا بأكثر من جهة سياسية حليفة للطرفين، وهذا العامل شكل السبب الاساسي وراء عدم تأكيد كل من الرئىس الحريري والنائب فرنجيه لصحة المعلومات المتداولة عن اجتماعهما وبالتالي دفع جهة ثالثة الى تسريب خبر اللقاء. لكنه استدرك مؤكدا ان هذا الامر لن يؤثر على واقع الصورة الفعلية للمحادثات التي جرت بين الطرفين والتي لم تتحدد فيها اية خلاصات نهائىة سواء بالنسبة للرئىس الحريري او بالنسبة للنائب فرنجية.

والثابت اليوم وبحسب المصدر الوزاري المسيحي، ان الحراك السياسي في بيروت كما في الرياض وباريس، يركز على التهيئة لتسوية رئاسية، لافتا الى ان كل الاطراف باشرت عملية اعادة نظر ومراجعة لمرحلة الشغور الرئاسي التي طالت ولنتائجها الكارثية على كل المستويات، وقد وصل الجميع، او على الاقل القيادات الاساسية في 8 و14 آذار الى قناعة بأن الوضع الداخلي شارف الخطر، ولم يعد اي طرف يملك ترف التعطيل وفرض الشروط وترقب التطورات الاقليمية وذلك بسبب المخاوف الامنية والاقتصادية والمالية المتعاظمة وصولا الى الضغط الشعبي بقيام دولة المؤسسات ومعالجة الازمات المتراكمة.

واكدالمصدر ان بداية البحث في التسوية قد انطلق ولكن دون نجاحه او حتى استمراره محاذير عدة وهي بمجملها داخلية لأن اكثر من علامة استفهام تطرح في الاوساط السياسية المحلية حول مستقبل الحوار بين الحريري وفرنجيه وذلك بعد تجربة الحوار الفاشل بين الرئيس الحريري والعماد ميشال عون.

لكن هذه التساؤلات لا تحول دون رسم مشهد شبيه بمشهد التوافق الذي برز عشية جلسة «تشريع الضرورة» النيابية، كما كشف المصدر الوزاري نفسه والذي اكد ان الحريري تواصل مع حلفائه ووضعهم في اجواء لقائه وحواره مع فرنجيه وذلك انطلاقا من الالتزام بوحدة الموقف داخل فريق 14 آذار. وخلص هذا المصدر الى الاشارة الى ان مرحلة ما بعد حوار الحريري – فرنجيه، تتظهر بشكل متتال على الساحة المحلية وذلك عبر حركة مشاورات واتصالات باشرها الطرفان مع حلفائهما على ان تتبعها دينامية تنسيقية تتحدد بموجبها ملامح الخطوة الثانية المقبلة بعد خطوة اللقاء الاولى.