لا أحد ينكر الجهد الذي اضطلع به الرئيس سعد الحريري في باريس.
ذلك أن انتقاله من الرياض الى باريس، والعودة من حيث جاء، ليس سهلاً خصوصاً في هذه الظروف.
الا ان البحث عن رئيس مؤهل لقيادة الجمهورية ليس سهلاً.
وهذا ما جعل الجلسة الحادية عشرة لهيئة الحوار برئاسة رئيس البرلمان، تتقدم خطوة أساسية نحو اللبننة.
ولا أحد ينسى أن احدى وثلاثين جلسة نيابية، عقدها البرلمان سابقاً، لم تفضِ الى انهاء الشغور في الموقع الأول في الرئاسة.
ولا في تبديد الفراغ الرئاسي.
صحيح، ان المرشحين، أو المرشحة أسماؤهم ظلت في البال والخاطر.
لكن التسمية لاحت في الأذهان حضوراً حيناً، وغياباً أحياناً.
إلا أن الرئاسة والرؤساء المحتملين بعد اجتماعات باريس أضحت أحجية.
أو ربما حزورة سياسية أو رئاسية تدور في الآفاق والأذهان.
وهذا ما جعل الشيخ خليل الخوري، نجل الرئيس بشارة الخوري، يشدد على أهمية الأحجية في الميزان الانتخابي، كما ينقل عنه رواد مجالسه السياسية.
***
منذ بداية أزمة الشغور الرئاسية، والسياسيون قادة ورجالاً، ينتظرون نصيحة اقليمية أو دولية تهبط عليهم، في اللحظات الحاسمة باسم الرئيس الأول للبلاد. لكن، لا النصيحة هبطت، ولا اسم الرئيس نزل عليهم.
ويقول الوزير رشيد درباس، إن دولاً كثيرة، تدعو اللبنانيين الى الاتفاق على اسم الرئيس العتيد، لكنهم لا يفعلون.
كان السفير الأميركي السيد هيل، يتفادى الايحاء بأحد الأسماء المرغوب فيهم أميركياً، الا أنه جرى نقله الى الباكستان، ولم يصدر عنه شيء، يوحي بمن سيرسو الحظ عليهم.
ومن سوء حظ بعض المستوزرين طال أمد حكومة تمام سلام، فتعطلت أحلامهم، واكتفوا بالمراهنة على بعض المقاعد النيابية. بيد أن الرئيس بري رعى التمديد للمجلس النيابي مرتين، مما جعل بريق أحلامهم يخبو ويزول.
***
ويقول سياسي عتيق، إن من أفضل الأسواق المتاحة أمام المستوزرين أحلام هوائية يغردون بها، ولا يحصلون على شيء.
حسناً فعل الرئيس سعد الحريري، الاسبوع الفائت، بالحرص على الاجتماع الى أسماء لها شأن ووزن في الانتخابات الرئاسية.
وحسنا فعل الآخرون الذين يكتفون بالمراقبة ولا يتوقعون المداورة، لأن الحظوظ باتت متوقفة في موازين المؤهلين لاصطياد المناصب.
طبعاً، ثمة ندم عند الناس، لأن الأحلام باتت صعبة التحقيق، خصوصاً في السياسة.
لكن الحلم الأكبر، أن يستفيق اللبنانيون، ذات يوم، ويجدوا أن أحلامهم باتت قريبة من الواقع، وان الانهيار أصبح مجرد حديث لا عامل ابهار وانجاز. –