من يتابع مسار الخطاب السياسي لتيار المستقبل وحزب الله ، لا يصدق بأن هناك حوارا يجمعهما تحت سقفه… اصرار الطرفين على التورط في خطاب سياسي عالي السقف يشي بأن ما يفرقهما اكبر بكثير من اية ايجابيات يجري الحديث عنها او الترويج لها.
طبعا ، لا يعني هذا الكلام بأن الحوار لا يسير على ما يرام ، بالعكس تماما فان المداولات المغلقة تبشر بخير نسبي يمكن التاسيس عليه على المدى الطويل لصنع معادلة «اقل من تحالف واكبر من مجرد تفاهم».
ولكن حتى نضوج الظروف المناسبة لهذا الكلام، فان مصار سياسية مرموقة جدا في قوى 8 آذار تساءلت عن جدوى الحوار حاليا بين تيار المستقبل وحزب الله في ظل استمرار القصف السياسي المتبادل بينهما.
سؤال مركزي آخر وموجه ربما مباشرة الى تيار المستقبل طرحته هذه المصادر: كيف يكون الحوار ايجابيا وهدفه تخفيف الاحتقان بالحد الادنى في الوقت الذي نسمع فيه هذه الخطابات التي لا تخدم الا زيادة الاحتقان؟.
اعتراض هذه المصادر على اداء «المستقبل» لا يتوقف عند هذه الحدود ، نقطة اخرى لا تقل اهمية تثير استغراب هذه القوى او لنقل تشكل مادة دسمة في مداولات غرفها المغلقة تتعلق باللغة المزدوجة التي يتكلم بها تيار المستقبل وسياسة الكيل بمكيالين في مقاربة بند تنفيس الاحتقان.
واذا اردنا قول الامور كما هي وطبعا دوما نقلا عن المصادر ذاتها فان المعطيات تشي بأن «المستقبل» منقسم على نفسه وأن هناك توجهين او لنقل لغتين داخل التيار ، توجه يريد الحوار بعيدا عن المناكفات مع الاحتفاظ برايه وبنظرته لحزب الله واخر «يهبط الحيطان»كما يقال بعد كل جلسة حوارية.
طبعا ، تضيف المصادر ، من غير المقبول سياسيا واخلاقيا حتى رفع سقف الخطاب الى هذه الدرجة في زمن الحوار ومن غير المقبول ايضا تبرير هذه اللغة في كل مرة يلتقي فيها الطرفان واعادة الالتزام مجددا بالخطاب الهادىء ومن ثم التنصل «مثل العادة».
على ان هذه الملاحظات الحادة على تصرفات المستقبل تسير جنبا الى جنب مع الحوار القائم والزوابع السياسية، ولكن تقتضي المصلحة الحوارية اذا صح التعبير ردا صريحا من المستقبل على هذا السؤال «من يتحمل مسؤولية وضع العصي في طريق الحوار والالتفاف عليه تحت مسميات مختلفة».