IMLebanon

القطبة.. «الحكومية»

إذا كانت السياسة اللبنانية حياكة، وتقاطع خطوط على «باترون» فيه قطب بارزة وأخرى مخفية، وإذا كان المصمم اللبناني _ الذي هو الخياط غالباً _الأبرع في وصول تصاميمه الى العالمية بأنامل فنان ومحترف «باترونات» وتصاميم وصيحات موضة وتشكيلات، فإن الخليط المتأتي بين هذا وذاك ضروري من أجل رفد فن السياسة اللبنانية بفنون أخرى، تأخذ الى خيارات حكومية ليس فيها نتوءات أو قطب فارغة، وصولاً الى حسن تدوير النقاط والاستقطابات الدائرية وفق القاعدة الأم: «الحياكة اليدوية قطبة تلو القطبة» بدلاً من قواعد تقوم على «الإثنينية» و«الثلاثية» والرباعية والسيادية والخدماتية ، وكلها من شأنها أن تبقى «بروفا» على خام إن لم تأت «الدرزة» متماسكة وقوية.

وفي حياكة السياسة، وصولا إلى «الباترون» النهائي للتشكيلة الحكومية الجاري احتسابها وفق المقاييس اللبنانية التي من الصعب أن تكون «ستاندرد»، بالنظر لاعتبارات البيت الداخلي الذي يلزم صاحبه بثياب لا تكون « ضيقة» ولا «فضفاضة»، لا بد من الرجوع الى التفصيل اليدوي الذي يأخذ بالاعتبار الخطوط الإرشادية الأساسية للحياكة ومنها عرض حردة الرقبة الأمامية والخلفية وارتفاع بنسة الصدر وتقسيم الوسط مع الحرص على إعطاء محيط الخصر مساحة كافية تلافياً لسمنة زائدة مستجدة في الفترة الفاصلة بين التفصيل والتشكيل والحياكة، وفي الحالة اللبنانية لا جسد ثابتاً على رقم ولا على مثال أو أيقونة، لهذا فإن تلبية أي «طلبية» حكومية لجهة «الكوستيم» تكون أصعب بكثير من تلبية حاجات فريق مسرحي راقص أو مؤسسة تربوية ضخمة العدد والعديد، فما ينفع في الفن وفي التربية وفي استعراضات الـ«شو» ليس بالضرورة أن يتطابق مع بيدر الحكومة الرسمي، ولاسيما في الصورة الرسمية عقب التأليف تلافياً لأن لا تأتي على القياس، وإنما على شاكلة العهد الجديد وتطلعاته، فلا حرج إن دخلت الحياكة في السياسة ودخلت الإبرة في غرزة الإبرة بما يزيد متانة العهد فلا تحدث مفاجآت أو محاولات قطع ولصق ورتق.