عندما فازت دبي نهاية عام 2013 باستضافة معرض أكسبو 2020، قال الشيخ محمد بن راشد للعالم: سندهشكم. لم يكن هذا القول مغالياً ليس لأن دولة الإمارات تمتهن صناعة الإدهاش عبر الإنجاز، بل لأن مسلسل النجاحات والإنجازات التي حققتها، كان قد سبق الفوز بالمعرض، إن بدخولها نادي غزو الفضاء او بولوجها سياسة السهر على راحة مواطنيها والمقيمين فيها.
هناك دينامو يدعى محمد القرقاوي يتولى حقيبة وزير شؤون مجلس الوزراء، ويوم الإثنين افتتح القمة العالمية للحكومات التي يرعاها بن راشد وقد حضرتها 125 دولة و3000 مشارك استمعوا الى 70 متحدثاً في مواضيع لامست ما قال القرقاوي إنه هدف حاكم دبي: “استشراف المستقبل والاستعداد للمتغيرات المحتملة في السنوات المقبلة بما فيها من تطورات لا تمثل أعمالاً تكميلية للحكومات بل هي من أهم الاساسيات، لأن الحكومات غير المستعدة للمستقبل ستهدر سنوات هذا المستقبل وثرواته”.
مع بداية المؤتمر بدأ الشيخ محمد يضخ جرعات الإدهاش التي قررها بالتعاون مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، وجاءت كلها تقريباً في اطار تحديد رؤيتها لحكومة المستقبل التي يفترض ان تكون “شابة ومرنة وذات بصيرة تستطيع استشراف المستقبل والاستعداد له واستخدام أدواته، لا تفكرفي تقديم الخدمات فقط بل في مهارات شعبها، حكومة تجعل من سعادة الانسان همها وهمتها وشغلها اليومي، وانني أعني ذلك، نحن في بداية مرحلة تطوير المعرفة ودعم العلوم والأبحاث، ونريد حكومة محورها الانسان…”.
لن امضي في ترداد وعوده التي أعرف أنها ستتحقق مع ان تحقيقها أصعب من بناء أطول ابراج الدنيا، لكنني أتوقف ملياً امام قوله استحدثنا منصب “وزير دولة للسعادة” مهمته مواءمة خط الدولة وبرامجها وسياستها لتحقيق سعادة المجتمع.
وزير دولة للسعادة؟ وليس للوزراء في هذه المنطقة من مهمات غير السهر على تعاسة المجتمع، تعالوا الى لبنان وتفرجوا على البكاء وصريف الأسنان، وجولوا في العالم العربي والطموا الخدود!
أكثر من هذا يلتفت المحمدان بن راشد وبن زايد الى أحوال المنطقة وما يعصف بها من رياح الكراهيات وفحيح الفتن المذهبية، فيقرران استحداث منصب “وزير دولة للتسامح”، يسهر على ترسيخ فلسفة التسامح كقيمة أساسية في مجتمع الامارات الذي بات لتعدد أعراقه وأصوله الوافدة يمثل أسرة دولية أو مجتمعاً لشعوب الارض تقريباً.
وزير دولة للتسامح؟ وليس لمعظم الوزراء في غالبية ارجاء المنطقة سوى بث الاحقاد وضخ الضغائن وتدمير سقوف الدولة على رؤوس مواطنيها، تعالوا أيضاً الى لبنان وتفرجوا!
كل التهنئة القلبية ولكن يا شيخ محمد متى تتوقف عن إدهاشنا؟