Site icon IMLebanon

كفاكم خداعاً

 

 

كثر اللغط حول الزيارات لمسؤولين لبنانيين الى سوريا، في الحقيقة الذين يطلعون الى سوريا هم جماعتها المتمثلون بـ»حزب الله» أولاً وبعض المسؤولين الذين ينتمون الى فريق 8 آذار.

 

وهذا معروف ومتوقع، والغاية منه إظهار أنّ سوريا مستقرة وآمنة وأنّ كل الأحداث التي شهدتها منذ العام 2011 كأنها لم تكن.

 

المشكلة الحقيقية أنّ كل البيانات الوزارية منذ بداية الأحداث السورية تضمّنت بنداً ينص على «النأي بالنفس».

 

والسؤال: هل يلتزم المسؤولون من فريق 8 آذار النأي بالنفس؟

 

الجواب: طبعاً… لا! والعكس صحيح فإنّهم يفتشون عن تجاوز النأي بالنفس في أي مسألة، ولو عدنا الى بداية الأحداث السورية لوجدنا أنّ «حزب الله» شارك في الحرب ولا يزال حتى اليوم، وفي الوقت ذاته هو موجود في المجلس النيابي وفي الحكومة… ولم يكتفِ بهذا إنما غيّر قانون الانتخابات ليأتي بنواب من المعارضة السنّية ادعاءً منه بأنّ تمثيله يشمل الأطياف اللبنانية كلها، بينما هو يعّرف نفسه بأنه لا يمثل إلاّ بعض الخوارج.

 

ولم يكتفوا بهذا أيضاً، إذ في كل مناسبة، وتحت شعارات مختلفة، يرسلون وفوداً رسمية تمثل الدولة اللبنانية للمشاركة في أي حدث في سوريا كمثل مشاركة وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن في معرض دمشق.

 

ومع ذلك يزعمون أنهم ملتزمون البيانات الوزارية والنأي بالنفس.

 

ونقول ببساطة: لولا السلاح في أيديكم لما كنتم تتجرأون على هكذا تصرفات.

 

ولنأخذ جرود عرسال على سبيل المثال، فقد استعان «حزب الله» بالجيش لأنه لم يكن قادراً على الدفاع عن الأراضي اللبنانية كما يدّعي.

 

ونطرح سؤالاً في غاية البساطة: اليوم «حزب الله» حليف أوّل وأساسي لميشال عون، الذي هو كما ورد في زلة لسان النائب نواف الموسوي أنّ الحزب أوصل الرئيس عون الى بعبدا، وهو صادق، ولكن طالما أنتم تثقون به فلماذا لا تساعدونه على إقرار الاستراتيجية الدفاعية التي نسأل أين أصبحت؟ والحديث هذا يستجر الكلام عن العروض الايرانية حول تزويدنا بالصواريخ في منظومة لحماية الأجواء، إضافة الى الكهرباء، والسؤال: أين هي منظومتكم الصاروخية الدفاعية في سوريا، وإسرائيل تقصفكم من دون انقطاع رغم وجود قواتكم والحرس الثوري و»حزب الله» وروسيا والميليشيات العراقية؟ فلماذا لا تدافعون عن أنفكسم؟

 

وأما بالنسبة الى الكهرباء فقبل أن يمدّونا بها، فليعيدوا بناء القرى والبلدات التي دمرها الزلزال في إيران قبل سنوات.

 

عوني الكعكي