IMLebanon

هذه مواعيد وقف الحرب وانتخاب رئيس

 

 

 

أربعة عناوين بارزة تهَيمِن على المشهد السياسي والعسكري في المنطقة في هذه المرحلة: لا وقف للحرب على لبنان وغزة، ولا إفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس»، ولا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية في لبنان قبل انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية.

 

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تتأثر التطوّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بنتائج هذه الانتخابات. وتشير سوابق تاريخية وعوامل حالية إلى أنّ غياب التقدّم في قضايا رئيسية – بما في ذلك احتمالية وقف إطلاق النار في مناطق النزاع، والإفراج عن الرهائن في غزة، وإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان – قد يكون مرتبطاً مباشرةً بنتائج الانتخابات في الولايات المتحدة.

 

1. لا وقف لإطلاق النار في منطقة الشرق الأوسط قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية

لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط محوراً للسياسة الخارجية الأميركية، وغالباً ما تجلب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تغييرات في الأولويات والمقاربات. حالياً، قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة شَنّ الحرب في كل الاتجاهات، وفي المقابل لا توجد مؤشرات قوية إلى وقف إطلاق النار في بعض المناطق الأكثر توتراً في الشرق الأوسط، لبنان وغزة. وتركّز الجهود الديبلوماسية للإدارة الحالية على احتواء النزاعات بدلاً من حلّها، حيث إنّ معظم القضايا متجذرة في عقود من التعقيدات السياسية، ويبدو أنّ احتمال تدخّل الولايات المتحدة النشط لتحقيق وقف إطلاق النار ضئيل قبل الانتخابات. ووفق التوقعات، فإنّ أي تدخّل ملموس سيُؤجّل إلى حين تولّي الإدارة القادمة، سواء كانت استمراراً للسياسات الحالية أو تحوّلاً نحو توجّهات جديدة، وأياً يكن الفائز دونالد ترامب أو كامالا هاريس.

 

2. لا إفراج عن الرهائن في غزة قبل الانتخابات الأميركية

قضية الإفراج عن الرهائن في غزة تُعدّ مسألة حيوية، إلّا أنّها تتعقّد بسبب استغلال نتنياهو محدودية النفوذ الأميركي في الضغط عليه واستمرار حربه على غزة ولبنان، مراهناً على تغيّر المشهد السياسي في واشنطن.

 

عادةً ما كان للولايات المتحدة دور بارز في قضايا الرهائن، لكنّ التوقيت الانتخابي قد يُعطّل تلك الجهود الديبلوماسية الخطرة. فإدارة منشغلة بانتخابات وشيكة هي أقل ميلاً للاستثمار في محاولات ديبلوماسية محفوفة بالمخاطر. علاوةً على ذلك، تستخدم الفصائل السياسية في غزة من جهتها أيضاً، الرهائن كورقة تفاوضية، في انتظار ظروف أكثر ملاءمة بعد الانتخابات الأميركية. وقد تؤثر نتائج الانتخابات على قوة التفاوض واستعداد الأطراف المعنية للتوصّل إلى حلول.

 

3. الانتخابات الرئاسية اللبنانية تنتظر واشنطن

إنّ الجمود السياسي في لبنان في ما يتعلّق بانتخاب رئيس جديد له ارتباط غير مباشر، لكنّه مهمّ بالجدول الزمني الانتخابي الأميركي. ليس سراً أنّ الاستقرار السياسي في لبنان يتأثر بجهات دولية عدة، وتلعب الولايات المتحدة دوراً ملحوظاً في تسهيل أو تعطيل التقدّم بناءً على أهداف سياستها الخارجية. ويتوقع ديبلوماسيون متابعون لهذا الاستحقاق، أن يظل مسار لبنان نحو انتخاب رئيس معطّلاً حتى يتمّ حسم الانتخابات الأميركية، ممّا يسمح بتنسيق مصالح لبنان والدول المعنية بناءً على القيادة الجديدة في واشنطن.

 

4. تغيّرات محتملة تحت قيادة ترامب أو هاريس

إذا وصل دونالد ترامب أو كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، فقد أشار كلاهما إلى رغبتهما في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وإن كان ذلك بطرق مختلفة تماماً. فقد اتسمت سياسة ترامب «أميركا أولاً» بنهج تعاملي، بينما قد تسعى هاريس، على الرغم من قلة تصريحها العلني حول الموضوع، إلى تحقيق الاستقرار من خلال الديبلوماسية ومقاربة متعددة الأطراف.

 

ويُعتقد أنّ كلا المرشحَين لديه مصلحة في إنهاء النزاعات المستمرة التي لا تستهلك فقط موارد الولايات المتحدة، بل تزيد من حالة عدم الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل. ومن المحتمل أن تحدّد أولويات الرئيس الأميركي القادم مدى إصراره على الدفع نحو حل هذه القضايا الشرق أوسطية.

 

عموماً، تلقي الانتخابات الأميركية المقبلة بظل طويل على المنطقة ولبنان، حيث تستمر الحرب الوحشية المدمّرة التي تشنّها إسرائيل على لبنان وغزة، فيما ينتظر الأطراف الإقليميون الوضوح من واشنطن. كذلك، قد تحدّد نتيجة الانتخابات المسار المستقبلي لجهود السلام، ومفاوضات اطلاق الرهائن، والتحوّلات الاستراتيجية، ممّا سيشكّل مستقبل الشرق الأوسط الجديد.