أعلنت المملكة العربية السعودية وقوات التحالف انتهاء «عاصفة الحزم» في اليمن، وانطلاق عملية «إعادة الأمل»، والسؤال هنا هو: ما الذي تحقق من «عاصفة الحزم»، وما الذي تعنيه عملية «إعادة الأمل»؟ ولمعرفة ما تحقق من «عاصفة الحزم» فلا بد من استذكار أمر مهم هنا وهو كمية الأسلحة المتوافرة للحوثيين وصالح، وتنوعها، والتي قامت السعودية والحلفاء بتدميرها.
من كان المستهدف بكل تلك الأسلحة، والصواريخ، وماذا لو تم التأخر بالتعامل معها أكثر؟ الواضح أنها أسلحة كانت تجمع لاستهداف السعودية التي انشغلت مطولا بحسن النيات باليمن، وهو ما يقول لنا إن السعودية والتحالف قد تأخرا في التدخل باليمن الذي كان يعد منصة استهداف للسعودية والخليج. ولذا فإن أهم ما تحقق في «عاصفة الحزم» أنها أزالت خطرا حقيقيا من الحدود السعودية، والخليجية، وكسرت شوكة إيران في اليمن، وأرسلت رسالة صارمة، لإيران وأتباعها بأن السعودية قادرة على الرد، وحفظ أمنها، وليس استجداء المجتمع الدولي، أو غيره، للتدخل، والدفاع عنها.
في «عاصفة الحزم» رسمت السعودية لإيران، وأتباعها، خطا أحمر فاقع اللون، وأكبر من الخط الأحمر الذي رسمته السعودية لإيران في البحرين، وعلى ضوء ذلك، أي عملية «عاصفة الحزم»، وجدنا أن ما طالبت به السعودية، والمبادرة الخليجية عموما باليمن، بات حكما أمميا صادرا عن مجلس الأمن، وتحت البند السابع الذي يعني أن المجتمع الدولي يراقب، وفق مهلة محددة، وما لم تلتزم الأطراف اليمنية، ومن خلفها، بعدم التسلح، والكف عن العنف، فإن هناك قوة دولية ستتشكل للرد، والردع، وليس القوات السعودية وحدها أو التحالف الحالي، وهذا نصر سياسي يوازي النصر العسكري الذي أزال ترسانة الأسلحة الثقيلة لعملاء إيران في اليمن، وهو نصر أثبت أيضا أن إيران عاجزة عن نصر أعوانها.
وبالنسبة لعملية إعادة الأمل فهي تعني أن للسعودية والتحالف الحق بالتعامل مع الحوثيين، وقوات صالح، في حال ما شكلوا خطرا، كما أنها تعني أن السعودية ماضية في حماية الحدود اليمنية برا وجوا وبحرا لضمان عدم وصول أسلحة من الخارج لدعم الأشرار باليمن، وهو ليس اعتداء سعوديا، أو عرض قوة، بل تطبيق لقرار مجلس الأمن 2216 الذي يمنع تسلح الحوثيين وصالح، ويمنع توريد السلاح لليمن. كما أن عملية «إعادة الأمل» تعنى الآن بالشق الإنساني، والإعمار، والحلول السياسية، وهي قابلة للتنفيذ أكثر بعد أن تم تقليم أظافر الحوثيين وصالح، بل وخلع أنيابهم.
ولذا فإن المتبقي الآن هو مواصلة العمل السياسي، مع مواصلة العين السعودية اليقظة في اليمن، والتي نجحت في كسر شوكة الحوثيين وصالح، وعملاء إيران، كما تجنبت حربا مفتوحة، وتدخلا بريا، ونزعت كل أوراق الانقلابيين الحوثيين، وربما، ووفقا للعقلانية السعودية، فإن ما تفعله الرياض الآن هو ترك باب موارب لكل الأطراف، أو قل حفظ ماء الوجه، خصوصا وقد تحققت الأهداف، ووصلت رسالة الحزم السعودية لكل ركن في إيران، بل والمنطقة.