Site icon IMLebanon

“عاصفة الحزم”: تغيير العلاقة مع إيران

“عملية “عاصفة الحزم” في اليمن تطبيق لاستراتيجية جديدة حددت مضمونها القيادة السعودية بالتشاور والتفاهم مع دول عربية وإقليمية أبرزها دول الخليج ومصر والأردن وتركيا وتهدف الى أخذ المبادرة والاضطلاع بدور قيادي للخروج من مرحلة التفكك والضعف العربيين والإنتقال من الأقوال والشكاوى الى القرارات والأفعال في التعامل مع إيران ومواجهة تدخلاتها السلبية في عدد من الدول والعمل على إحباط خطط طهران المزعزعة للإستقرار في ساحات مهمة. وهذه الاستراتيجية، الأولى من نوعها في المنطقة منذ سنوات طويلة وربما منذ التفاهم العربي على خوض حرب 1973 ضد إسرائيل، تنطلق من اقتناع سعودي – عربي بضرورة الإعتماد على القدرات الذاتية أولاً وعدم انتظار موافقة أميركا والدول الغربية أو موافقة مجلس الأمن الذي أثبت فشله الذريع في سوريا، من أجل الدفاع عن المصالح العربية الحيوية أو التحرك عسكرياً لحماية استقرار المنطقة وأمن بعض دولها. وهذا ما نجح الملك سلمان بن عبد العزيز في تحقيقه والتفاهم عليه مع قادة التحالف العربي – الإقليمي الجديد الذي يضم أكثر من عشر دول”. هذه باختصار معلومات مصادر ديبلوماسية أميركية وأوروبية في باريس معنية بالقضية وعلى اتصال ببعض أعضاء هذا التحالف الذي أعطته قمة شرم الشيخ شرعية عربية وحصل على دعم إقليمي – أميركي – دولي واسع مهد لقيام تنسيق عسكري واستخباري في معركة اليمن بينه وبين الجهات والأجهزة المختصة الأميركية والفرنسية والبريطانية خصوصاً.

وقال لنا مسؤول أوروبي مطلع إن هذا التحالف خاض معركة “عاصفة الحزم” في اليمن لأن المسؤولين السعوديين والخليجيين والأميركيين تلقوا معلومات دقيقة مفادها ان القيادة الإيرانية تدعم عسكرياً ومالياً واقتصادياً الحوثيين وحلفاءهم من أجل تمكينهم من السيطرة على اليمن وتحويل هذا البلد ساحة ضاغطة بقوة على السعودية خصوصاً وعلى المنطقة عموماً من أجل فرض شروطها ومطالبها عليها ودفعها الى تغيير سياساتها الإقليمية وتحديداً في سوريا والعراق والموافقة على منح الإيرانيين دوراً في إدارة شؤون الخليج. وأوضح هذا المسؤول “ان إيران أرادت أن تكرر تجربة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أرسل مطلع الستينات من القرن الماضي قواته الى اليمن للسيطرة عليه والضغط على السعودية ودفعها الى الرضوخ لمطالبه والإمتناع عن مقاومة المد الناصري في المنطقة. وفشلت محاولات مصر – الناصرية آنذاك، أما اليوم فإن مصر عضو بارز وفاعل في التحالف الجديد ومستعدة لإرسال قوات برية الى اليمن من أجل القضاء على القدرات التسلحية للحوثيين والمساعدة مع الدول الأخرى على قيام نظام مستقر يرتكز على تقاسم السلطة بين سائر الأفرقاء والمكونات ويمنع الحرب الأهلية المدمرة”.

وشدد المسؤول الأوروبي على ثلاثة أمور أساسية تتعلق بالتحالف الجديد وأهدافه:

أولاً – هذا التحالف هو المحاولة العربية الجدية الأولى التي تلقى دعماً إقليمياً ودولياً واسعاً وتهدف الى تغيير العلاقة العربية – الإيرانية ومواجهة “الامتداد الإيراني” في المنطقة وعدم السماح للقيادة الإيرانية بالتصرف كما تريد ومن أجل تحقيق مصالحها الذاتية ومصالح حلفائها. وقد يتحرك هذا التحالف لاحقاً في ساحات أخرى وبوسائل متنوعة بعد انتهاء معركة اليمن.

ثانياً – هذا التحالف ليس معادياً لإيران كدولة بل انه معاد لسياسات القيادة الإيرانية وتوجهاتها وقراراتها المتناقضة مع المصالح الحيوية لعدد من الدول وشعوبها. فزعماء دول التحالف يشددون في اتصالاتهم مع الإيرانيين على انهم يريدون بناء علاقات جيدة ومتطورة مع إيران على أساس انها دولة مهمة لها مصالحها المشروعة، لكنهم يرفضون التعامل مع إيران على أساس انها الدولة المهيمنة والمسيطرة في المنطقة ويرفضون تالياً الرضوخ لمطالبها المتناقضة مع مصالحهم المشروعة ومع متطلبات الأمن والإستقرار في دولهم وفي المنطقة.

ثالثاً – تأمل دول التحالف في أن يؤدي تطبيق استراتيجيتها في اليمن الى تصحيح الدور الإيراني الإقليمي والى دفع القيادة في طهران الى بناء علاقات حسن جوار وتعاون مع الدول العربية تشمل العمل المشترك من أجل حل الأزمات الكبرى في المنطقة ووقف التدخلات السلبية في شؤون الدول الأخرى والإمتناع عن استخدام القوة المسلحة والعنف لمحاولة تحقيق أهداف سياسية ومكاسب لهذا الطرف أو ذاك.

وذكر المسؤول الأوروبي ان إدارة الرئيس باراك أوباما أبلغت جهات إقليمية انها ستواجه بحزم أية محاولات لتهديد أمن السعودية ودول الخليج وانها تتفهم كلياً حاجة دول التحالف الى استخدام القوة العسكرية لإحباط خطط الحوثيين وحلفائهم “الذين تدعمهم إيران ويتحملون مسؤولية انهيار الحكم في اليمن”، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري.