Site icon IMLebanon

عاصفة الحزم وعاصفة السلاح

السيد حسن نصرالله يشكر سوريا مجدداً، من دون تكرار الأسباب الموجبة… والدكتور سمير جعجع يشكر الثورة السورية بانطلاقتها الأولى، مسمياً الجيش الحر، على قاعدة الحسن يظهر حسنه الضد، أما العماد جان قهوجي، فقد شكر المملكة العربية السعودية لسبب أوجب، وهو السلاح للجيش اللبناني، الذي ستصل دفعته الأولى الى بيروت اليوم.

يقولون بالشكر تدوم النعم واذا كان لا بد من اعتماد هذه القاعدة، فما من شك بأن غالبية اللبنانيين تتبنى شكر المملكة كي تدوم نِعم السلاح الموهوب للجيش اللبناني، باعتبار ان شكر النظام السوري فئوي النعم ومضاره أضعاف فوائده، كما ان شكر الجيش السوري الحر، يمكن ادراجه في خانة تصحيح التوازن اللبناني، حيال الوضع في سوريا، لا أكثر ولا أقل…

وليت الكباش الكلامي الدائر في لبنان يبقى ضمن دائرة الشكر والذم، وأن لا يتخطى هذه الحدود كي يبقى للمتحاربين على المحاور العربية المشتعلة، ركن هادئ للاستراحة، علماً أن الارتفاع الشاهق الذي بلغه سقف التصريحات المتبادلة بين قادة الحزب وقادة التيار، أقلق الغيورين على استقرار البلد ووحدة أهله، خصوصاً بعد ما لاح لبعض الاوساط ان التصعيد غير المسبوق من جانب السيد نصرالله شخصياً، يمكن ان يتعدى في أسبابه، تداعيات عاصفة الحزم على الواقع الميداني للحلفاء في اليمن، وانه ربما يكون وراء الأكمة ما وراءها، كأن تكون عاصفة السلاح السعودي – الفرنسي المنشأ للجيش، جزءاً من مكونات هذا الغضب البالغ، كما تقول مصادر نيابية، علماً أن حزب الله أكد أكثر من مرة عرض طهران تسليح الجيش اللبناني، لكن الظروف لم تسمح بذلك.

المصادر النيابية القريبة من ١٤ اذار تخشى أن تكون هذه الحملات بمثابة مقدمات لتبرير تدخل اطراف لبنانية في اللعبة اليمنية، على غرار ما حصل في سوريا، وقبلها في العراق، مع العلم أنه لا توجد قرى أو بلدات لبنانية في اليمن، ولا مقامات يتوجب حمايتها، ولا مزارات…

لكن بعض الأوساط الدبلوماسية، ترى أن تورط حزب الله أو أي فصيل قريب من الحرس الثوري الايراني في اليمن، تتحمل مسؤوليته ايران مباشرة، بخلاف واقع الحال في سوريا، حيث جعبة المتورطين ملأى بالمبررات والذرائع.

الأوساط عينها تعتقد أنه وبمعزل عما قد يتطلبه الصراع في الميدان اليمني، فان ما لا شك فيه بأن عاصفة الحزم، بدلت الكثير من المفاهيم وغيرت الكثير من المعطيات، بحيث أكدت الحضور العربي بعد طول غياب، وهذا الحضور أتاح الفرصة للحل السياسي، على مختلف المحاور والميادين العربية، مع الغير، فغياب القوة الميدانية، يجهض الحلول السياسية، وحضورها يجعل من أي ممكن مستحيلاً.

وتوقفت الأوساط أمام الكلام الايراني عن عروض التسويات التي قدمت للسعودية وقابلتها الأخيرة بالإحجام، وقالت ان طهران كانت توجّه التهديدات، وتعلن التوسّع الامبراطوري في هذه العاصمة العربية أو تلك، وتطلق عبر الأمم المتحدة المبادرات والدعوات للحلول السلمية…

وطبيعي في هذه الحالة، ان تتريث الرياض في تقبّل سياسة العصا والجزرة المطروحة عليها، منذ القمة العربية عام ٢٠١٠، يومها كان المطروح حوارا استراتيجيا مع دول الجوار والمقصود ايران وتركيا، وكان الرأي السعودي واضحاً: في ظلّ اختلال موازين القوى مع دول الجوار لا فائدة ترجى من حوار… الآن، وبعد عاصفة الحزم تعتقد الأوساط الدبلوماسية، ان الموازين التي كانت مختلّة ضدّ مصلحة العرب في العام ٢٠١٠ توازنت في اليمن، وربما في غير اليمن، وحتى لو لم تحقق العاصفة الخليجية، الحسم في الميدان، مع غياب التحرّك على الأرض، فان النتائج السياسية للضربات الجوية، تشكّل انجازات بحد ذاتها، فهي أعادت احياء الرقم العربي في معادلة الشرق الأوسط، وعززت امكانية الاحتفاظ بوحدة الدول المهدّدة من سوريا الى العراق الى ليبيا فاليمن، وهذه الدول، تستطيع الاتكاء على السند العربي المتوثب في الخليج، وصار بوسع أي مكوّن عربي مراقصة الذئاب، طالما ان بيده فأساً مرفوعة…