IMLebanon

«عاصفة الحزم» صحوة للعرب أم صدمة لإيران ومشروعها؟

منذ عام 1982 وثورة الخميني تطمح لتصدير ثورتها الى المنطقة العربية، من خلال بعض جيوبها المذهبية التي عادت من بعض حوزاتها في قم وطهران حاملةً فكرة ولاية الفقيه لتكون نواةً لمشروع إيراني فارسي صفوي بغطاء التشيع لآل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام. غير أن هذا المشروع اصطدم بإرادة العراق الذي بقي ما يقارب ثماني سنوات عائقاً عنيداً في مواجهة هذا المشروع العنصري الذي رفع شعار فلسطين ومقدساتها ونصرة المستضعفين في مواجهة الشيطان الأكبر «أميركا» وطبعاً شيطانها الأصغر «الكيان الصهيوني«.

وقد تفاجأ الرأي العام العربي والإسلامي بأن المشروع الإيراني الفارسي تحالف مع الشيطان الأكبر لإسقاط العراق وقبله أفغانستان، وها هو يتسلل الى بيروت ويقاتل في دمشق وبغداد وصنعاء لنزع العروبة عن هذه العواصم، وزرع الفتن والفرقة بين أبنائها، ورفع شعارات التعصب والثأر وتغذية الفتن بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، حتى أن المندوب السامي قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بدا مرتاحاً في عواصم نفوذه الى أن فاجأته عاصفة الحزم العربية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإخوانه من قادة الدول المشاركة في التحالف، لتكون هذه العاصفة بداية لصحوة ونهضة عربية، ومؤشراً لصدمة قوية للمشروع الإيراني، مما أفقد القيادة الإيرانية توازنها، وأربك أذرعتها العسكرية من خلال التصريحات الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها والإيعاز الى أذرعتها العسكرية بالتهجم على السعودية وقيادتها التي أرادت أن تقول للمشروع الإيراني كفى.. كفى.. كفى استعلاء وغروراً وعبثاً بأمن المنطقة العربية وأقطارها، وكفى عبثاً بالعقيدة والتاريخ والوجود.

فدمشق قلب العروبة وبغداد عاصمة الخلافة وصنعاء أصل العرب وبيروت سيدة العواصم العربية لن تكون هذه الحواضر إلا عربية الوجه والتاريخ والحاضر والمستقبل فلتنكفئ إيران الى داخل حدودها، ولن تسمح صحوة العرب بعد عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية أن تستمر إيران بمقاتلة العرب ببعض العرب الذين كانوا ضحايا المشروع الاإراني الصفوي الذي أوهم الرأي العام العربي والإسلامي بتحرير فلسطين ومحاربة شيطانها الأكبر (امريكا).

إن عاصفة الحزم العربية التي انطلقت لقطع الذراع الإيراني في اليمن وإعادة الشرعية الى صنعاء لتبقى دولة اليمن سيدة حرة عربية مستقلة، هي الخطوة الأولى نحو القضاء على كل الجيوب الإيرانية التي أوجدتها قيادة الحرس الثوري الإيراني للوصول الى سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط لبناء الامبراطورية الفارسية التي تريد بغداد عاصمة لها كما صرّح بذلك أكثر من مسؤول إيراني مؤخراً متباهياً بأن أربع عواصم عربية سقطت أمام مشروع ولاية الفقيه الإيرانية، وهل تعلم إيران أن مشروعها الصفوي القديم والجديد لا يقل خطورة عن المشروع التلمودي الصهيوني في فلسطين؟ فكلا المشروعين يستهدف المنطقة العربية بعقيدتها وتاريخها ورسالتها، والسؤال الذي يطرحه الرأي العام العربي سراً وعلانية «ماذا تريد إيران من بلاد العرب؟ ولماذا تقاتل العرب بالعرب؟« ولعلّ عاصفة الحزم توقظ القيادة الإيرانية من أوهامها وتتخلى عن مشروعها الشعوبي الدامي. 

() قاضٍ شرعي