Site icon IMLebanon

قصة اجتهاد المستشار بالسؤال عن عون وجواب الحريري: مرشحنا فرنجيه

الزمان: أحد أيام عطلة الأسبوع الماضي.

المكان: أحد مطاعم وسط بيروت.

الحضور: أحد مستشاري مرجعية حكومية سابقة وزعيم لبناني كبير.

نائب من تكتل التغيير والإصلاح وقريب من رئيس التيار.

بعض الأصدقاء.

يبدأ الحديث بمناقشة حديث الساعة، وكل ساعة، وهو انتخابات رئاسة الجمهورية، يسأل المستشار عرضياً:

إذا جاء الجنرال عون فما هي الضمانة التي تقدمونها، خصوصاً أنكم في ورقة تفاهم مع حزب الله؟

لم يُجب النائب، مباشرةً، لأنه لا يملك الجواب، بل حمل السؤال إلى الرابية وفاتح العماد عون قائلاً له:

يبدو أن الجماعة قرروا فتح كوة في جدار إنتخابات الرئاسة وأنهم لا يمانعون في إنتخابِك، لكنهم سألوا عن الضمانات.

العماد عون تعاطى بهدوء مع المعطيات الجديدة التي وصلته، لم يأخذ بها كما هي بل قرر إجراء مروحة إتصالات لاستكشاف حقيقة التبدُّل. بطبيعة الحال، أول اتصال له برئيس حزب التيار الوزير جبران باسيل، الذي كان موجوداً في جنوب فرنسا، وطلب منه استكشاف أجواء تيار المستقبل ليعرف ما إذا كان هناك تبدُّلٌ في موقفه.

جولة الإستكشاف التي باشرها الوزير جبران باسيل، بعد أن ضجت جنوب فرنسا بها، وما جرى من حوار في وسط بيروت، فكُلِّف أحدهم بالذهاب إلى الوزير فرنجيه لاستيضاحه إذا تمَّ الإتفاق على العماد عون، هنا وصل الخبر إلى الرئيس سعد الحريري، فاتصل بالمستشار مدققاً في صحة الحوار.

جاءه الجواب بأنَّ السؤال طُرِح من باب الإستمزاج وليس من باب توجيه رسالة، وهو استطراداً لا يحتمل أكثر من مجرد استمزاج.

لكن الرئيس سعد الحريري لم يتوقف عند ما قاله المستشار بل عند ما تلقفه وما فهمه التيار، فعاد على وجه السرعة إلى بيروت ليُعمم على وزراء ونواب وقياديي التيار أنَّ لا تبدُّل في موقف المستقبل من الإستحقاق الرئاسي، وأنَّ الوزير السابق، رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه هو مرشحه، وأنَّ ما اجتهد به المستشار لا يعدو كونه اجتهاداً شخصياً جاء في سياق حديثٍ لا أكثر ولا أقل.

هذا الموقف الثابت أبلغه الرئيس الحريري أيضاً إلى رئيس الدبلوماسية الفرنسية لئلا يلتبس الموقف على أحد.

بالتزامن، لم يقتصر الأمر على الحديث داخل الجدران الأربعة، بل خرج إلى العلن، ولعل المثال الأقسى والرسالة الأوضح، في بيان كتلة المستقبل، بعد اجتماعها الأسبوعي والذي تطرَّقت فيه إلى هذا الموضوع، واستعملت أقسى المصطلحات في حق التيار، ومما جاء في البيان:

في تعطيل إنتخابات الرئاسة اللبنانية، فإنَّ المعطل العلني معروف وواضح وضوح الشمس ويعلن عن نفسه كل يوم وهو الشيخ قاسم وحزبه والتيار الوطني الحر الذي يسير في ركابه.

حين يقول تيار المستقبل إنَّ التيار الوطني الحر يسير في ركابِ أحد آخر، فهذا يعني أنّه تابع له، وهذا المصطلح كافٍ وحده لقطع الطريق على الإجتهادات التي توحي بتبدُّلٍ في موقف تيار المستقبل.

أكثر من ذلك، فإنَّ ما لم يقله البيان، قاله أحد نواب المستقبل النائب عاطف مجدلاني الذي أوضح الأمور كما هي، فنفى وجود أي من مراجعة في تيار المستقبل في ما خصَّ ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، وقال كنا ولا نزال عند ترشيحنا لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، وأي كلام غير ذلك هو بعيد عن الواقع.

ورفض أي حديث عن انقسام داخل تيار المستقبل حول إعادة ترشيح عون، مشدداً على أن الكلمة داخل المستقبل هي كلمة الرئيس سعد الحريري.