IMLebanon

قصة تتجاوز النظام!

القصة، تبدو، أكبر من النظام.

وتتجاوز معركة رئاسة الجمهورية.

وتتحاشى المزاحمة على كيفية ملء الفراغ.

وتعاصر الأنظمة الواقعة، في وهاد التخلّف والانحدار الى الهاوية.

وإلاّ، لماذا هذا الصراع، المتفاقم حيناً على الاستمرار.

والعنوان الغائب: ديمومة النظام.

والمعنيون بمعركة الرئاسة الأولى، باتوا يدركون ان القصة تتجاوز النظام، وتلامس أبعاد الصمود، وتعاصر مسألة الديمومة لا مسألة الانهيار.

ليس صدفة غريبة، ان تشهد البلاد أو تشاهد ٣٧ جلسة نيابية من دون نصاب، والرئيس نبيه بري، يقول لجماعة ١٤ آذار، إن نصاب جلسة الانتخاب، هو توافر ثلثي عدد أصوات النواب، لا النصف زائدا واحداً من النواب.

وإلاّ لكانت الجمهورية برئاسة الوزير والنائب السابق نسيب لحود.

لكن نائب المتن الشمالي رحل بحكم المرض، لا من أزمة قلبية ضربت قلبه الضعيف.

واذا كانت من أخطاء يقطف السياسيون آثارها والنتائج، فتعود الى ان ٨ و١٤ آذار اختاروا معادلة الثلثين على احتساب نصف عدد أعضاء مجلس النواب زائدا واحداً!

أسهل شيء في هذا البلد، هو تكرار الأخطاء، وأصعب شيء هو تحاشي العثرات.

ونصف النواب يدركون هذه الكارثة، وفريق منهم لا يجدها كارثة، والفريق الآخر يقول بالكارثة ويصفق لها في آن.

وحده الرئيس بري، يقول بصوت عالٍ إن نصاب جلسة الانتخاب هو الثلثان، ونقطة على السطر.

وهذه النقطة، هي الحماية لوحدة التعايش، بين حزب الله وحركة أمل وبتعبير أكثر دقة، صيانة الوحدة بين التعايش الشيعي.

***

والتمايز بين حزب الله وحركة التغيير، يقابله حرية التمايز في بعض المواقف بين الرئيس العماد ميشال عون، والدكتور سمير جعجع.

وهذا التمايز تجلّى عندما جاء فريق من حركة التغيير لزيارة الجنرال أخيراً، ومعه لائحة للانتخابات البلدية اذا ما جرت، فسألهم عن توافر المناصفة بين الحزب والتغيير.

ويروى ان الجنرال قال لأنصاره، إن المناصفة هي أساس الحوار بين معراب والرابية.

والمناصفة هي أيضاً أساس التقاسم بين أركان ١٤ آذار، وليس عند أحد حرية بلع أحد.

لذلك، فان لعبة التشاطر أحياناً، بين القوى المجتمعة في ٨ و١٤ آذار وعند المستقلين ليست لعبة أصوات، بل قصة حصص سياسية عند الأفرقاء كافة.

ولذلك، فان لعبة اعطاء ٨ آذار، مرشحين، ليتم اختيار أحدهما للرئاسة الأولى، لعبة مكشوفة.

ولذلك، فان لعبة اعطاء ٨ آذار مرشحين، ليتم اختيار أحدهما للرئاسة الأولى، لعبة مكشوفة.

ولذلك، فان العماد عون له حساباته، وللنائب فرنجيه أسبابه، بعدم النزول الى جلسات الانتخاب، إلاّ اذا ما نزل اليها حليفه حزب الله.

هل نجح الرئيس الحريري، في دقّ إسفين، في جدار التوافق داخل ٨ آذار.

ربما، وان كانت اللعبة أكبر من فرز أصوات وتجميع ناخبين، من هذا الفريق أو ذاك.

وهذا ما دفع العماد عون الى التلويح بالشارع، ودعوة زعيم المستقبل للجنرال الى النزول الى البرلمان، بدلاً من الشارع…

عندما رأس السياسي الطرابلسي قبولي ذوق لائحة المعارضة في العام ١٩٦٤ قال لحليفه سعدالله شعبان ان الانتخابات لا يربحها أحد بأصواته فقط، بل بعوامل تتجمّع، وتصبّ في صناديق الاقتراع.