الموقف الناشط لـ حزب الله في سوريا وضعه في مواجهة مباشرة مع مجلس التعاون
العلاقات المتوترة بين إيران ودول الخليج والحرب بالوكالة تهدد بالمزيد من العنف
تقرير CTC Sentinel عن مركز مكافحة الإرهاب «محور حزب الله نحو الخليج»: تراجع مكانة حزب الله في العالم العربي السني الأوسع بصورة حادّة..
يندر أن يمر شهر من غير أن تخصّص مراكز الابحاث الاميركية المهتمة بشؤون الشرق الاوسط، تقريرا أو دراسة أو تحليلا عن «حزب الله». ومن يتابع نشاط هذه المراكز، يلاحظ تماما الدينامية التي تحيط بالباحثين في كل ما يتعلق بحزب الله، وخصوصا منذ أن قررت الإدارة الاميركية وضعه تحت المجهر وفرض عقوبات مالية قاسية على كل فرد أو مؤسسة تتعامل معه.
وتعكس هذه الدينامية على مستوى الابحاث، الاهتمام الزائد بـ «حزب الله» وبإستراتيجيته للتعامل مع العقوبات الاميركية وبالمقاربة السلبية التي يواجهها من دول المنطقة، وخصوصا الخليجية منها.
آخر هذه التقارير، واحد بعنوان «محور حزب الله نحو الخليج»، صدر عن مركز مكافحة الارهاب CTC Sentinel، ويتحدث عن تراجع «مكانة حزب الله في العالم العربي السني الأوسع، بصورة حادة منذ أن وصلت ذروتها قبل عشرة أعوام بعد حرب لبنان عام 2006. وفي أعقاب ذلك الصراع، ركب حزب الله موجة من التأييد الشعبي في كل أنحاء المنطقة».
يضيف التقرير: «بعد عقد، أدرج مجلس التعاون الخليجي حزب الله كجماعة إرهابية، كما اتخذت دول الخليج إجراءات صارمة ضد أنصار الحزب ومموليه داخل حدودها. وأصدرت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بيانات تدين حزب الله، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب كلامية بين الحزب ومسؤولين خليجيين. في كانون الثاني 2016، أصدرت الحكومة السعودية تقريراً بعنوان «الإرهاب الذي ترعاه إيران»، ركز بشكل كبير على حزب الله، وشمل الأنشطة القتالية للحزب الممتدة من ثمانينات القرن العشرين الى الحاضر».
ويشير الى ان «العلاقات المتوترة على نحو متزايد والسياق الإقليمي الأوسع للحرب بالوكالة بين إيران، حامية حزب الله وراعيته، ودول الخليج بزعامة المملكة العربية السعودية، قد تُحوّل هذا الانقسام من الأقوال إلى الأفعال، الأمر الذي يهدد بممارسة المزيد من العنف العلني بين حزب الله وحلفائه الشيعة من جهة ودول الخليج وشركائها السنة من جهة أخرى. ففي تموز، تحدث الأمير السعودي تركي الفيصل في أحد المؤتمرات عن «مجاهدي خلق». وبعد أيام، ادعى مسؤول ايراني كبير بأن لديه معلومات استخباراتية تربط السعوديين بمخططات إرهابية تستهدف إيران، وحذر بأن «رسالتنا للسعوديين من اليوم هي أنه إذا غضبنا، فسوف لن نترك أي أثر للسعوديين على وجه الأرض». كما أن الأمين العام لـ حزب الله حسن نصر الله كان لاذعاً تجاه السعوديين، باتهامه الرياض بتشجيع التطرف والطائفية في المنطقة. ففي كانون الثاني وبعد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ نمر باقر النمر، قال نصر الله: «آل سعود يريدون إثارة الفتنة بين السنة والشيعة. هم الذين أشعلوها من قبل ويفعلون ذلك في كل جزء من العالم».
يضيف التقرير: «لقد تغيّر الكثير منذ حرب لبنان عام 2006 عندما ألحق الحزب خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية وأعلن «النصر الإلهي» كأول جيش عربي لم يُهزم تماماً في حرب مع إسرائيل. فقد نشرت الصحف المصرية ملاحق خاصة وصوراً لنصر الله امتدت على صفحة كاملة مع عناوين مثل «نصر الله: على خطى عبد الناصر» و«ناصر 1956 – نصر الله 2006: سنقاتل ولا نستسلم». وظهر نصر الله نفسه في مقابلة على قناة الجزيرة، في مقطع تم بثه عدة مرات، حيث قال بصوت تعلوه الثقة أن «حزب الله يحارب من أجل مصلحة جميع المسلمين. هزيمتنا هي هزيمة الأمة الإسلامية بأجمعها». وفي الشارع العربي، كان نصر الله ومقاتلوه أبطال العالم العربي».
ويعتبر التقرير انه بعد عشرة أعوام من حرب عام 2006، «تدهورت وجهات نظر العالم السني العربي تجاه حزب الله. فبعد إدراج دول مجلس التعاون الخليجي الحزب كتنظيم إرهابي، أصر نصر الله على أن معظم العالم العربي رفض تلك التسمية ولا يزال يدعم الحزب. لكن بيانات استطلاع الرأي من أيلول 2015 ترسم صورة مختلفة، حيث لدى 86 في المئة من الأردنيين وجهة نظر سلبية حيال حزب الله بينما تتراوح شعبيته بين 13 إلى 15 في المئة فقط في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويخلص الى ان حزب الله كان «ناشطاً لفترة طويلة في الخليج، وبالتالي هناك تاريخ من التوتر بين الحزب ودول الخليج السنية. بيد ان الموقف الناشط لـ حزب الله في المنطقة اليوم، في أماكن مثل العراق واليمن، وسوريا على وجه الخصوص، قد وضع الحزب في موقف المواجهة المباشرة مع دول الخليج أكثر مما كان عليه الحال لفترة طويلة».