IMLebanon

مقاربة غربية لمعركة الزبداني وفوائدها الميدانية والإستراتيجية على حزب الله

مقاربة غربية لمعركة الزبداني وفوائدها الميدانية والإستراتيجية على حزب الله:

تقويض قدرة المسلّحين على تهديد معاقله وتعزّز قبضته في لبنان وإسكات معارضيه!

«هدأ القتال في الزبداني لكن بداية فصل الربيع ستكشف إذا كان الحزب وجّه ضربة حاسمة للمعارضة السورية»

لا تزال معركة الزبداني تحظى بإهتمام لافت في الاوساط الغربية، وخصوصا الاميركية، لأنها في فهْم الغربيين، شكلت نقطة تحول في تداعيات الحرب السورية على لبنان. فاستعادة سيطرة النظام على المدينة وعلى منطقة القلمون تعيق تسلل المسلحين إلى لبنان. لكنها هي أيضا ذات قيمة استراتيجية كبيرة لحزب الله، فالزبداني تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود اللبنانية، جنوب منطقة القلمون الجبلية، التي تمتد شرق لبنان وغرب سوريا. وهي آخر معاقل المعارضة السورية في منطقة القلمون.

يشير تقرير غربي استراتيجي – أمني الى ان للزبداني أهمية خاصة للبنان:

أ-فنتائج المعركة تؤثر في الاستقرار الامني عند طول الحدود السورية – اللبنانية، علماً ان هذه البلدة السورية شكلت احد المسارب الرئيسة  لتمدد القتال السوري في اتجاه لبنان في الاعوام القليلة الفائتة.

ب-كما ان فوز حزب الله في الزبداني يطمئنه إلى حد كبير، وهو الذي دخل الحرب الأهلية السورية بتكلفة كبيرة من أجل حماية استثماراته في سوريا. بمعنى ان المدينة توفر للحزب العمق الاستراتيجي، وهي ممر ومجال حيوي لتخزين السلاح الذي ترسله ايران الى الحزب عبر سوريا. وهذا السلاح اساسي للقوة العسكرية لحزب الله، وهو أمر ضروري لهيمنته على لبنان ولفرض توازن الردع مع إسرائيل.

ويلفت التقرير الى ان 8000 عنصر شاركوا في المعركة من جانب النظام، وهم من رجال النخبة في الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش السوري وقوات حزب الله والمستشارين الإيرانيين والجماعات شبه العسكرية مثل قوات الدفاع الوطني. حيث استخدمت هذه القوات المشتركة القصف الكثيف (صواريخ أرض-أرض)، مستعينين بالبراميل المتفجرة التي ألقتها المروحيات والطائرات التابعة للقوات الجوية، مما مكّنها من الاستيلاء ببطء على المدينة بأكملها قبل وقف إطلاق النار. في حين شارك من المعارضة، نحو 1500 الى 2000 مقاتل (قُتل منهم في المعركة أكثر من 400) ينتمون أساساً إلى جماعات إسلامية قوية كأحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة النصرة، اضافة إلى وحدات صغيرة من الجيش السوري الحر.

ويوضح التقرير الاستراتيجي ان دور القوات السورية في معركة الزبداني كان أقل أهمية من حزب الله، غير ان للنظام مصالح في الدفاع عن المدينة. فالاستيلاء عليها يوجه ضربة خطرة إلى وجود المسلحين في منطقة القلمون والمحور الممتد من حمص إلى دمشق. كما يسهم تأمين منطقة القلمون في التركيز الاستراتيجي الجديد للرئيس السوري بشار الأسد على ما بات يعرف بـ «سوريا المفيدة»، والذي ينطوي على إعطاء الأولوية لطرد المسلحين من أكثر المناطق حيوية في البلاد. وتشمل المناطق الحيوية المراكز السكانية الرئيسية والحدود مع لبنان وساحل البحر المتوسط التي تستضيف العديد من المذاهب غير السنية، وكل هذه المناطق قريبة من القلمون. وتالياً يوفر الفوز في الزبداني للنظام معنى متجدداً للرؤية الاستراتيجية، رغم أن عوائد النصر لحزب الله في الزبداني هي أكبر بكثير.

ويتحدث التقرير عن الآثار المترتبة على لبنان من معركة الزبداني، وابرزها ان استعادة سيطرة النظام على المدينة وعلى منطقة القلمون يؤمن الحدود ويعيق تسلل المسلحين إلى لبنان. وتالياً، ينخفض بشكل كبير احتمال تكرار معركة عرسال (2 آب 2014).

ويسرد فوائد حزب الله. فالاستيلاء على الزبداني:

«أ- يقوض قدرة المسلحين السوريين على تهديد المعاقل الاساسية للحزب في وادي البقاع، ويعزز تالياً قبضة المنظمة في الداخل. كما ان انتصار حزب الله يمكن ان يعزز مواقعه الدفاعية داخل سوريا.

ب- يساعد على إقناع جمهوره بفوائد حربه في سوريا، وعلى تهدئة الخواطر من جراء الخسائر البشرية التي لحقت به.

ج- يسكت الانتقادات الصادرة عن القوى السياسية اللبنانية المناهضة للأسد التي تعتبر تورط الحزب في سوريا مصدرا للصراع والعنف الطائفي. ويصبح حزب الله في وضع أفضل لخوض معاركه السياسية اللبنانية، وابرزها: انتخاب رئيس للبنان والأمن وباقي القضايا المعلقة».

ويخلص التقرير الى ان معركة الزبداني خطوة هامة لتحقيق حزب الله مكاسب مستدامة، لكن لا تزال هناك جيوب للمسلحين في اجزاء من القلمون، بفعل السكان المتعاطفين، ومن غير المستبعد إذاك إمكان إعادة تنشيط المعارضة في المنطقة. واذ من المرجح ان يهدأ القتال مع اقتراب فصل الشتاء، فإن بداية فصل الربيع ستكشف إذا كان الحزب قد وجه ضربة حاسمة للمسلحين.