Site icon IMLebanon

غرائب «8 آذار»: «الخط» يربح.. والأبناء يُضرَسون!

هل ينجح «حزب الله» في حماية الإنجاز الرئاسي؟

غرائب «8 آذار»: «الخط» يربح.. والأبناء يُضرَسون!

هل نجح خصوم الرئيس ميشال عون «التقليديون» في الاقتراب منه، مقابل التباعد بينه وبين حلفائه المفترَضين؟

هكذا يبدو المشهد السياسي، مع نهاية الشهر الأول من عهد عون، في واحدة من المفارقات التي أنتجتها الانتخابات الرئاسية.

ولعل المثال الأكثر تعبيراً عن هذه المفارقة هو كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حول محور «التيار الوطني الحر» ـ معراب ـ بيت الوسط، آملاً أن تنخرط عين التينة والضاحية فيه، ملمحاً بذلك الى «حلف ثلاثي» يمكن أن يأخذ مداه في توازنات الحكومة المرتقبة والانتخابات النيابية المقبلة.

يريد جعجع من كلامه الإيحاء بأن عون – الرئيس بات أقرب الى ركنَي «14 آذار» منه الى فريق «8 آذار» الذي أتى منه، أو أقله من معادلة التحالف معه، إلى رئاسة الجمهورية.. و «الخير لقدام».

ولعل رئيس «القوات» يحتاج الى تسويق مستمرّ لمثل هذا «الاجتهاد» في هذه المرحلة بغية إثبات صوابية خياره وصحة حساباته، حين قرّر أن يخوض مغامرة انتخاب المرشح الحصري والحليف الاستراتيجي لـ «حزب الله»، مصوّراً ذلك بمثابة «انتصار كبير» لمعراب!

ليس خافياً أن جعجع، ومنذ أن بدأ مفاوضات المصالحة مع عون قبيل انتخابه، كان يراهن على استمالته الى ضفته، او على الأقل الى خط الوسط، بغية إبعاده قدر الإمكان، مع جمهوره البرتقالي، عن «حزب الله».

والأرجح أن جعجع يفترض أنه نجح نسبياً في هذا المسعى، من خلال المؤشرات الآتية:

– قناعته بأنه شريك أساسي في صناعة العهد، عبر تصويته السياسي والنيابي للعماد عون بعد عداء. وهذه الشراكة ترتّب وفق التفاهم الذي أبرمته «القوات» مع «التيار الحر»، منحها حجماً وازناً في السلطة، بدءاً من الحكومة المنوي تشكيلها.

– اعتقاده بأنه تمكّن خلال الفترة الماضية من تبريد حرارة الثقة بين جزء من قواعد «التيار الحر» و «حزب الله».

– افتراضه بأن خطاب القسم الذي ألقاه عون في مجلس النواب بعد انتخابه هو «سيادي» و «استقلالي»، وفق «القاموس القواتي».

– تفسيره للورقة السياسية التي جرى الإعلان عنها من معراب ووقّع عليها عون، بالترافق مع دعم رئيس «القوات» لترشيحه.

أما على الضفة الأخرى، فإن الخط الاستراتيجي العريض الذي يُفترض أن يكون قد ربح بوصول «الجنرال» الى قصر بعبدا، يبدو مضعضعاً ومربكاً حتى الآن، ويكاد يتصرّف كأنه من الخاسرين، ما يقدّم دليلاً إضافياً على أن «8 آذار» غالباً ما ينتصر في معاركه السياسية، لكنه لا يعرف كيف يستثمر أرباحه، في حين أن « 14 آذار» غالباً ما يخسر في معاركه لكنه يعرف كيفية تجميل هزائمه.

ويبدو من الواضح في هذا السياق أن هناك خللاً ما في إدارة «الانتصار الرئاسي» وفي التعامل مع مرحلة ما بعد انتخاب عون، على مستوى قوى «8 آذار» التي يُشاركها الجنرال في خياراتها الكبرى، منذ إبرام ورقة التفاهم مع «حزب الله» في شباط 2006، خصوصاً لجهة دعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري والوقوف الى جانب الرئيس بشار الاسد، بل إن ترجيح كفة خيارات محور المقاومة والممانعة في لبنان والمنطقة في مواجهة المحور المضاد هو الذي ساهم أصلاً في تعبيد طريق «الجنرال» الى قصر بعبدا.

ومع ذلك، فإن أبناء «الخط الواحد» تفرّقوا تحت وطأة التباين في الحسابات الرئاسية، وما خلّفه من تداعيات سياسية، الى حد أن زعيم «المردة» النائب سليمان فرنجية، الذي كان يوماً أحد أركان «تكتل التغيير والإصلاح»، يقاطع قصر بعبدا فلا يشارك في الاستشارات الملزمة ولا يهنئ رئيس الجمهورية بعيد الاستقلال، كما أن «التيار الحر» الذي خاض مع فرنجية معارك سياسية ونيابية مشتركة منذ العام 2005، بات يرفض منح ابن «الخط المشترك» ونور عين السيد حسن نصرالله حقيبة وازنة في الحكومة.

.. وحده، «حزب الله» قد يكون الأقدر على إعادة لمّ الشمل، انطلاقاً من صلاته الممتازة مع الحلفاء المبعثرين، فهل يفعل، قبل أن «يصادر» خصومه إنجاز انتخاب عون ومفاعيله؟