Site icon IMLebanon

كلام غريب عجيب

 

يقول الرئيس الايراني حسن روحاني إنّ المملكة العربية السعودية تعتبر أنّ إيران عدو لها وذلك لأمرين: أوّلهما للتغطية على أزماتها الداخلية، والثاني بسبب الهزائم التي تلقتها أخيراً في المنطقة، وحدّد روحاني الإخفاق في قطر والعراق وسوريا ولبنان.

 

والأنكى من هذا أنّ روحاني ادّعى أنّ السياسة الإيرانية تقوم على الحوار، وأنّ إيران تتمتّع بعلاقات جيّدة مع جميع دول المنطقة ما خلا دولة أو دولتين.

نتوقف هنا عند الأمور الآتية:

1 – العراق

إذا كان من علاقة جيّدة مع العراق، فماذا يفعل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني هناك، ومَن يدعم الحشد الشعبي بالسلاح والمال؟ وهل السلاح والمال من أجل العلاقات الجيدة؟ وهل تخريب العراق منذ العام 2003 حتى اليوم والفتنة الطائفية أيضاً، هل ذلك كله من حسن العلاقات وجودتها؟

2 – سوريا

أمّا في سوريا فماذا حققت إيران، قبل أن تتهم سواها بالفشل؟ أجل ماذا حققت سوى الفتنة والإسهام في قتل الشعب السوري، والدفع بميليشياتها الى الإنخراط في القتال؟ وبالتالي تحقيق المجازر وما يترتب عليها من مآسٍ وفواجع وكوارث وقتل ودمار، فهل هكذا يكون النجاح والإنتصار وادّعاء الفشل للآخرين؟

3 – اليمن

وفي اليمن بالذات استدرجت إيران الفتنة من خلال مد الحوثيين بالسلاح والعتاد والمال وتدريب ميليشياتهم على القتل، والتحريض على المملكة العربية السعودية التي وجدت ذاتها تدافع عن ناسها وأرضها ضدّ الإعتداءات، وكان لهذه «السياسة التدميرية» الإيرانية أن تمّ تدمير اليمن وقتل شعبه وتحويله الى فريسة للأمراض.

4 – قطر

وفي قطر لم تقم السعودية بأي دور عسكري على الإطلاق إنما هي اتخذت الموقف السياسي والديبلوماسي، فقطعت العلاقات رداً على ما يقوم به الإخوان المسلمون من تطرّف وتحريض على الفتنة إنْ في بلدان الخليج العربي أو على مستوى الأمة العربية عموماً…

ولم يكن من هدف للسعودية في إيذاء الشعب القطري، والعكس صحيح.

وعليه، فإنّ كلام الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني يأتي في غير محلّه، ومن أسف أنّ هذا الرجل الذي كان معروفاً بالإعتدال يجد نفسه منقاداً الى القبول بضغوط الحرس الثوري وحكم آيات الله المتطرّفين والذين منذ أن استولوا على الحكم بثّوا المشاكل والحروب والأزمات في المنطقة، ناهيك بالأحقاد والتحريض على الفتن، وأخطرها قاطبة، ومن دون أدنى شك، الفتنة السنّية – الشيعية التي يعمل النظام الإيراني على إيجاد الأراضي الخصبة لها لتنمو فيها، والولايات المتحدة الأميركية تصر على أنّ إيران تدعم التطرّف، والتطرّف هو المدخل الى الإرهاب وليس الى الحوار.

فعلاً… إنّ إيران تزرع رياح الفتنة في كل مكان، ومعروف أنّ «مَن يزرع الريح يحصد العاصفة».

عوني الكعكي