يعترف بعض الوزراء انه من الممكن ان يكون الانتحاريون موجودين في اي منطقة من لبنان غير منطقة القاع التي تعرضت للتفجيرات الارهابية اخيراً. وان هذا الوضع مقلق، ويلقي بظلاله على الاتصالات السياسية وعلى الوضع الامني في البلاد ككل.
واكدت مصادر وزارية، انه من غير المنطقي ان يفكر اللبنانيون بأن الامن الذاتي هو العلاج، انما العلاج هو بتقوية مؤسسات الدولة من جيش وامن داخلي، وكافة اجهزة الشرعية، واعطائها الضوء الاخضر لتنفيذ التدابير اللازمة، وهو الامر الذي حصل في مجلس الوزراء الثلاثاء. اذ لا يمكن القول إن هناك خللاً امنياً، خصوصاً وان الاجهزة الامنية قد كشفت مخططات عدة ومحاولات وعملت على منع تنفيذها. وبالتالي يجب على الجميع الاستمرار في دعم القوى الامنية، والدعم مطلوب كذلك من السلطة السياسية بكامل مكوناتها.
وفي مجلس لوزراء، كشفت المصادر، انه جرى التطرّق الى مسألة اللاجئين السوريين والعلاقة المحتملة بينها وبين الوضع الامني الصعب. وكان واضحاً لدى بعض وزراء «حزب الله» وكذلك وان بنسبة اقل لدى بعض وزراء تكتل «التغيير والاصلاح»، التلميح بأن الأمر يقتضي الحديث مع الحكومة السورية حول الحلحلة، في ظل وجود مناطق آمنة في سوريا، وان التنسيق واجب بين الطرفين حول قضية اللاجئين. لكن وزراء آخرين يعتبرون ان المساعدة والتنسيق في الحل يجب ان يقوم به لبنان مع الأمم المتحدة، والتي بدورها تقوم بالتنسيق مع الجهات السورية المعنية.
وقالت المصادر، إن مطالبات جرت داخل مجلس الوزراء بأن تتولى «اليونيفيل» حماية الحدود مع سوريا في اطار مؤازرة الجيش لهذه الغاية. ومنذ بدء الحرب السورية جرت مطالبات من هذا النوع. وتساءلت «لماذا يقف «حزب الله» ضد الموضوع؟»، اذ إن كرة النار السورية تمتد في اتجاه لبنان. ولماذا لا يتم تنفيذ قرار موجود هو القرار 1701، وقد نص على حماية حدود لبنان كلها بما فيها ايضاً البحرية. ولفتت المصادر، الى ان كل لبنان مهدد والخطر داهم على الجميع، الامر الذي يقتضي من كل الافرقاء الموافقة على الطلب من «اليونيفيل» دعم الجيش في حماية حدود الوطن الشمالية والشرقية.
مصادر ديبلوماسية، تؤكد ان لا احد يمكنه معرفة ما يدور في الرأس المفكر للارهابيين. لكن في المنطق هذه المجموعات تبدو «محشورة» لتقوم بالتفجيرات. ولا يمكن لهذه الأعمال، إلا الحاق الأذى، وليس الانتصار على الارض، بحيث انه في ظل وجود الجيش لا يمكن لهؤلاء الانتصار. والمسألة ليست متعلقة بطوائف لبنان، وهذه الطوائف لا تستهدف بعضها، وكل الزعماء السنّة في لبنان يحاورون، والزعماء الشيعة ليسوا في هذا الوارد. وليس من طائفة اخرى في وارد ان تقوم بفتنة. هناك قلق وخوف مؤكد من هكذا اعتداءات. والجديد فيها انها استهدفت المسيحيين. لكن السلطة الآن في لبنان يغيب عنها الرئيس المسيحي.
الأكيد، انه حتى الآن المستهدف هو منطقة قريبة من مجال الإرهابيين ومن منطقة عرسال، مع انه لا توجد منطقة تختلف عن الاخرى. انما اذا توسعت الاعتداءات، فيعني إن هناك هدفاً اكبر اي استهداف لبنان وزعزعة الاستقرار فيه وارباكه. وليس من جهة متطرفة حتى الآن، تعتبر أن ارض لبنان، هي ارض نصرة وارض جهاد. وبالتالي، يمكن توصيف ما حصل بأنه عمل انتقامي. وقد خلّف الأذى للسياحة، وأعاد مناخ القلق الى اللبنانيين والمسيحيين تحديداً، حيث بات لديهم خوف من تفجيرات تطال مناطقهم. وتزامنت التفجيرات في لبنان مع تفجيرات في الاردن وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة، والسؤال، بحسب المصادر، يبقى ضمن اية استراتيجية يأتي ذلك، هل لقضم الاراضي، او افتعال مشاكل ضمن الدول؟