IMLebanon

مأزوم ومأزومون ومؤزِّمون!  

 

لبنان كله مأزوم.

 

إنه مأزوم دستورياً وحكومياً وسياسياً واقتصادياً وسياحياً وإجتماعياً.

وهو مأزوم كهربائياً و«نفاياتياً» (إذا صح التعبير)، وبيئياً، وثقافياً وأمناً فردياً، وبنى تحتية…

وما نعاينه (ونعاني منه) على صعيد تشكيل الحكومة العالق في عنق الزجاجة ليس إلاّ نموذجاً لمختلف أنحاء الحياة في هذا الوطن الذي أسقطوه من حيث كان في العالي والأعلى، الى حيث بات في الواطي والأوطى.

من المسؤول؟

أن نحدّد أطرافاً بعينها من دون سواها… فيه الكثير من الظلم والتجني. وأن نستثني أطرافاً بعينها نكون نعطي شهادة حسن سلوك ليس من صلاحياتنا إعطاؤها، وليس المعطاة إليهم بمستحقين.

هذه المرّة نقول «كلهم» مسؤولون! نقولها ونعني بها «كلهم». إنهم جميعاً في دائرة الإتهام وبالذات في مسألة تأليف الحكومة.

الذي يفترض فيه أن يسهِّل عملية التأليف ولا يسهلها هو مسؤول.

والذي من مسؤوليته أن يؤلف ولا يفعل هو أيضاً مسؤول.

والذي يدّعي أنه يدافع عن حقوق هذه الطائفة وهذا المذهب وتلك الجماعة هو أيضاً مسؤول لأنه يتخذ من الطائفة والمذهب والجماعة واجهة خادعة للمصالح الذاتية المكشوفة.

ومن يحاضر بالعفّة في عمله السياسي وهو من كبار داعريها ينطبق عليه قول الشيخ سعيد تقي الدين في تلك التي تحاضر في العفّة (الروحية والجسدية)… وهو مسؤول أيضاً.

ثم كان ينقصنا ليكتمل المشهد أن يتداعى أركان هذا المذهب أو ذاك الى لقاءات دعم لهذا المرجع أو ذاك… ما يستحضر السؤال الآتي: أين كنتم في محنته؟ إذ لم يكن يسمع لكم صوت في الشدِّة… وها أنتم ترفعون عقيرتكم حيث لا ضرورة أو موجب!

ولقد تبين من خلال أزمة التشكيل أنّ ثمة التفافات طائفية ومذهبية.

فالثنائية الشيعية بألف خير ظاهرياً برغم ما بين فصيليها من تناقضات وخلافات، لكنّ القيادتين تعضان على الجرح. هذا ما يقوله أمين عام «الحزب» وقائده، وما يقوله ويردده رئيس «الحركة» وقائدها.

أما أهل السنة فإن حراكهم طاف على السطح ولا يحتاج الى إجتماع في بيت الوسط للتأكيد عليه. فرؤساء الحكومة السابقون ضربوا النفير: الى الدعم هيّا!

وحدهم الموارنة يتلهون في مطاردة بعضهم البعض من داخل الوطن الى خارجه، ومن خارج الوطن الى داخله. أمّا القواعد الشعبية فسرعان ما تذهب الى «فشّ خلقها» عبر وسائط التواصل الإجتماعي بالأسلوب «الحضاري» إياه؟!. وأمّا القيادتان الرئيستان فمنشغلتان في الخطب الرنّانة ضد بعضهما البعض.

وأما القيادات المارونية الأصغر حجماً فلسان حالها «بطيخ يكسّر بعضو». فلا زعيم «المتمردين» مسموع له حسّ واضح من أزمة الحريري في تشرين وحتى أزمة التأليف الحالية. وأمّا فتى الحزب المسيحي الأعرق فربما فاته شهر العسل في حينه… فها هو اليوم في استراحة وينأى بنفسه عن هذا التصارع الحاد بين الإثنين المتقدِّمين. وأما خليفة «النمر» فليس في وارد المنازلة ولا المحاولة الوفاقية بعدما باعه من وقف معهم فلم يجدوا له موقعاً، مجرد موقع، في اللائحة… وأما إبن شقيق العميد العنيد فـ …«سمعان في الضيعة». ومن أسف أنّ المثل قديم ولم يكن إسم كارلوس شائعاً في حينه!