IMLebanon

ستريدا ترسّم خطوطاً حمراء إقليمية لحوار عون وجعجع

يستبطن موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن «أهمية استمرار الحوار مع التيار الوطني الحر» أبعاداً غير مريحة، لأن هذا التأكيد على أهمية الحوار يعني ان المسار المنطلق بين أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة التواصل ملحم رياشي وصل الى عوائق صعبة التجاوز. وهذا ما انتهت إليه الجلسة الاخيرة في معراب والتي رسمت جواً ضبابياً، إن لم يكن سوداوياً، عن مآل الحوار بين «التيار» و»القوات».

في المعلومات المتداولة ان الحوار بين العماد ميشال عون وسمير جعجع دخل في مرحلة من البطء الشديد، وهو في مسار التعطيل، بعدما ثبت في الجلسة الاخيرة بين رياشي وكنعان، في معراب، أن قصة الفيديو الذي بثته قناة otv وقُدِّم على أنه يثبّت ردة فعل النائبة ستريدا جعجع عند تبلغها بعملية حزب الله في مزارع شبعا، لم يتم تجاوزها بعد إنما آخذة بالتفاعل.

واذ يرى متابعون لمسار الحوار بين الطرفين ان «التذرّع بهذه المسألة هي حجة اكثر مما هي حقيقة، تثبت ان جعجع غير قادر على الذهاب بعيدا في الموضوع الرئاسي مع عون بمعزل عن الاطار الآذاري المربوط بالمحور الاقليمي»، تكشف المعلومات أنه في آخر جلسة عندما زار النائب كنعان معراب والتقى رياشي، حضرت ستريدا الاجتماع، وأخذت الكلام طوال الوقت، مركزة في مطالعتها ذات المنحى الاتهامي على موضوع الفيديو. كما طرحت جملة أسئلة وأصرّت على الحصول على إجابات، وتحديداً بشأن السبب والدافع الى بث الفيديو ولماذا فعل القيمون على الاخبار في المؤسسة التلفزيونية ذلك، مذكرة بما وصفته «خيانة احدهم للقوات إبان لقاء قرنة شهوان».

وتوضح المعلومات ان الاجتماع انتهى من دون الإجابة على الأسئلة التي كان منتظرا ان يقدمها الطرفان. مع تذكير كنعان، في معرض رده على مطالعة ستريدا الاتهامية، بمبادرة العماد عون للاتصال بها عندما بث الفيديو، مبدياً أسفه لما حصل ومؤكداً أنه ليس قراراً انما تصرف ناجم عن سوء تقدير.

وبالرغم من تأكيد جعجع ان الحوار مستمر مع التيار، فإن متابعين لمسار الحوار يعتقدون «أنه عند الوصول الى النقطة الحساسة لن تكون هناك نتيجة. فالعماد عون، كما هو معلوم، واضح في ما يريده حول الرئاسة، بينما جعجع غير معروف ماذا يريد ولم يفصح بعد علناً عن توجهاته الرئاسية، وهل يسير بالعماد عون رئيساً أم لا، وماذا سيقول لعون في حال لقائهما عندما يطرح عليه هذا السؤال الاساسي عن تأييده في الرئاسة، بعدما ثبت ان التيار قدم سلسلة من التنازلات وزارياً وإدارياً، مع امكانية فتح باب لتنازل نيابي ما بعد رفض اللوائح المشتركة، في حين لم تقدم القوات اي تنازل بعد والمطلوب واحد هو الرئاسة».

ويرى هؤلاء المتابعون «ان عملية شد الحبال الراهنة بين السعودية وإيران ستدفع الامور بعيداً من الحلول، وتحديداً الاستحقاق الرئاسي، لأن المسألة لم تقتصر على اليمن الذاهب الى التقسيم الى يمنيْن، انما الدخول الإيراني العلني الى العراق الذي أثار غضباً سعودياً، لا سيما بعدما تجاوزت واشنطن هذا التدخل. ووسط هذه المعمعة من غير المعروف اين سنكون لبنانياً، وما هو هامش الاطراف الداخليين في الإقدام باتجاه خطوات سياسية نوعية؟».

لا يستبعد المتابعون ان تكون «استعادة قصة شريط الفيديو الشمَّاعة التي ستعلَّق عليها اسباب فشل الحوار بين التيار والقوات، وربما على ابواب يوم المرأة العالمي اراد جعجع ان يقدم التزاماً حسياً بقضايا المرأة عبر ترسيم حدود الحوار مع غريمه عون عند خطوط ستريدا الحمراء ببعدها العاطفي، حتى لا يقرّ بخطوط حمراء إقليمية تمنع تقدمه في الحوار حتى خواتيمه».