IMLebanon

إعتصام!؟

 

تُشير المعلومات إلى مشاورات تجري بين كل مكونات 14 آذار بحثاً عن وسيلة ضغط على الكتل النيابية وحملها على النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية يوقف التمادي في اهتراء الدولة، ويعيد الاعتبار للمؤسسات الدستورية التي تعاني بدورها خللاً كبيراً يُهدّد بإسقاط النظام القائم وفتح أبواب الفوضى على مصراعيها.

الفكرة دفع إليها اقتراب الشغور في رئاسة الجمهورية من سنته الأولى ولا يزال تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون على موقفه من تعطيل عقد جلسة عامة للمجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية رغم كل المساعي التي بذلت مع هذا الفريق ولا سيما من بكركي والبطريرك بشارة الراعي ومن الفاتيكان وفرنسا وعدة دول أوروبية أخرى لإقناعه بضرورة النزول إلى المجلس النيابي لملء الشغور في رئاسة الجمهورية خصوصاً وأن بقاء لبنان من دون رئيس يُهدّد الوجود المسيحي في هذا البلد الذي ما زال يُشكّل بالنسبة إليهم ملاذاً بعد عمليات تهجير المسيحيين الجارية في معظم الدول العربية.

وتركز هذه المشاورات على ضرورة اتخاذ خطوات تصعيدية ضاغطة منعاً لاستمرار مسلسل الفراغ المتمادي وخطف الرئاسة من جانب هذا الفريق نفسه لمصالح لا تمتّ لمصلحة البلاد والمسيحيين على وجه الخصوص بأية صلة وثمّة اتجاه ما زال قيد المشاورات يدعو إليه فريق من نواب 14 آذار يمثلون مختلف الكتل النيابية المنضوية تحت هذا التحالف يدعون زملاءهم للإعتصام داخل المجلس النيابي على غرار ما جرى إبّان مرحلة تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولم يتوقف إلا بعد الاستجابة لهم وتشكيلها وذلك منعاً للتأقلم مع الفراع في سدة الرئاسة الأولى والتعاطي مع واقع الحال كأن الإبقاء على هذا الوضع لا يضر بالمصالح الوطنية العليا ويعرّض النظام كلّه الذي بدأ يتهادى للسقوط ودخول البلد برمّته في المجهول.

وكانت مثل هذه الفكرة طرحت في أحد الاجتماعات الشهرية لمجلس المطارنة الموارنة لحضّ النواب المسيحيين على النزول إلى مجلس النواب والاعتصام إلى أن تجتمع الهيئة العامة وتنتخب رئيساً يملأ الشعور الحاصل في رئاسة الجمهورية أو تحريض الشارع المسيحي على الإضراب والتظاهر والاعتصام للغاية نفسها، لكن بكركي كما تفيد المعلومات تراجعت عن هذا القرار كرمى لأحد القيادات المسيحية التي تصرّ على مقاطعة مجلس النواب إلى أن يقتنع كل النواب بانتخابه رئيساً للجمهورية كمرشح وحيد لهذا المركز، فهل تشارك بكركي النواب في اعتصامهم إذا ما أقرّت هذه الفكرة المطروحة لمناسبة مرور سنة على الشغور في الرئاسة الأولى؟